في خطبة الجمعة من المسجد الحرام: الشيخ “أسامة خياط” يؤكد أن الصبر على البلاء مفتاح الأجر والثبات

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، المسلمين في خطبته اليوم من البيت العتيق، بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن، مؤكدًا أن نزول البلاء والمصائب سُنّة من سنن الله في عباده، لا مفر منها، ولا تُغيرها أقوال أو أفعال، وإنما الموقف الإيماني منها هو ما يُحدث الفارق في الأجر والنتيجة.
سنة الابتلاء.. دروس في الإيمان والثبات
أوضح الشيخ خياط أن الابتلاءات والمحن لا تُفارق الحياة، بل هي جزءٌ من سنن الله في خلقه، تصيب الناس على اختلافهم، ليميز الله بها الصادقين، ويكفّر بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات. وأضاف أن من الناس من يواجهها بالجزع والتسخط والاعتراض، فيزداد بها ألمًا على ألم، دون أن يغيّر ذلك شيئًا من قدر الله.
الصابرون.. أهل الفضل والجزاء الأوفى
أشار إمام المسجد الحرام إلى أن أهل الإيمان واليقين يتعاملون مع المصيبة بصبر واحتساب ورضا، يستدلون بقول الله تعالى:
(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،
ويجدون في الصبر طمأنينة للقلب، وراحة للروح، وأجرًا عظيمًا في الآخرة.
ونقل عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله:
“خير عيش أدركناه بالصبر”، مشيرًا إلى أن الصبر ليس فقط تحملًا، بل ارتقاء في المقام، ودليل على رضا العبد بقضاء الله.
حديث المصطفى.. وعدُ الخير للمؤمن في كل حال
أكد الشيخ خياط أن المؤمن في كل حاله رابح، إن أصابه خير فشكر، وإن أصابته ضراء فصبر، مستشهدًا بقول النبي ﷺ:
“عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له”.