دراسة هارفارد العالمية: تراجع حاد في سعادة ورفاهية الشباب حول العالم

الشباب بين 18 و29 عاماً يعيشون أزمة نفسية واجتماعية صامتة.. فما الأسباب؟
في نتيجة صادمة أظهرتها دراسة عالمية جديدة شملت أكثر من 200 ألف شخص في 20 دولة، كشف باحثون من جامعتي هارفارد وبايلور عن تراجع مقلق في مستويات السعادة والازدهار لدى فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، مقارنة بما كانت عليه الأجيال السابقة في العمر ذاته.
صورة قاتمة.. رفاهية الشباب في أدنى مستوياتها
وصف البروفيسور تايلر فاندروايل، مدير برنامج الازدهار البشري في هارفارد، نتائج الدراسة بأنها “صورة صارخة”، مؤكدًا أن المعطيات تطرح سؤالًا كبيرًا: “هل نستثمر بما يكفي في رفاهية شبابنا؟”.
الدراسة بيّنت أن الصحة النفسية والجسدية للشباب تعاني من تراجع، بالتوازي مع انخفاض الروابط الاجتماعية، وتزايد الإحساس بفقدان المعنى، وصعوبة بناء علاقات ناجحة أو الانخراط في المجتمع.
الولايات المتحدة في صدارة التدهور
سجل الشباب الأمريكيون أسوأ النتائج من بين العشرين دولة، حيث كانت الفجوة بين مستويات الرفاهية لدى الشباب وكبار السن هي الأكبر. بينما أظهرت دول مثل بولندا وتنزانيا نمطًا معاكسًا بانخفاض الرفاهية مع التقدم في العمر، فيما حافظت اليابان وكينيا على النموذج التقليدي حيث يزدهر الإنسان في مرحلتَي الشباب والشيخوخة.
ما الأسباب وراء هذا التراجع؟
حددت الدراسة عدة عوامل رئيسية ساهمت في تدهور رفاهية الشباب، من أبرزها:
- العزلة الاجتماعية المتزايدة
- الإفراط في استخدام الشاشات والتكنولوجيا
- الضغوط المجتمعية لتحقيق الكمال والنجاح
- قلة التفاعل الاجتماعي الواقعي
وقالت لوري سانتوس، أستاذة علم النفس في جامعة ييل: “الدراسات المتتالية تؤكد أن الاتصال الاجتماعي عنصر حاسم للسعادة، لكن الشباب اليوم يقضون وقتًا أقل مع أصدقائهم مقارنة بما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن”.
دعوات للاستثمار في الصحة النفسية للشباب
شدد الباحثون على أن الاستثمار في رفاهية الشباب لم يعد خيارًا بل ضرورة، حيث علقت إميليانا سيمون-توماس، مديرة مركز العلوم للخير الأعظم بجامعة كاليفورنيا، بقولها:
“رفاهنا الجماعي مرتبط برفاهية كل فرد. لا يمكن لأحد أن يعيش سعادة حقيقية بمعزل عن محيطه.”