الرياض تحتضن الاجتماع الدولي الثاني لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب بمشاركة واسعة

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة الاجتماع الدولي الثاني لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب يومي 29 و30 أبريل الحالي، تحت عنوان “تأثير التقنيات الحديثة في مجال تمويل الإرهاب”، بمشاركة ممثلين من مراكز أممية ودولية وإقليمية، بالإضافة إلى مركز استهداف تمويل الإرهاب، الذي يعد أحد أبرز الكيانات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم.

مركز استهداف تمويل الإرهاب.. نموذج عالمي للتعاون الدولي

أُنشئ مركز استهداف تمويل الإرهاب بمدينة الرياض في 21 مايو 2017، ليكون كيانًا متعدد الأطراف يهدف إلى تعطيل شبكات تمويل الإرهاب والأنشطة المرتبطة بها. ويجمع المركز بين سبع دول تشمل المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة الكويت، والولايات المتحدة الأمريكية، في تحالف قوي لمكافحة هذه الجريمة العابرة للحدود.

أهداف المركز في تعزيز التنسيق وبناء القدرات

يركز مركز استهداف تمويل الإرهاب على تسهيل تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، وبناء القدرات الوطنية لاستهداف شبكات تمويل الإرهاب. كما يعمل على تحديد الشركاء الإقليميين ودعمهم بالمهارات والأدوات اللازمة لتعزيز جهودهم في هذا المجال، بما يتماشى مع معايير مجموعة العمل المالي الدولية (فاتف).

جهود سعودية متواصلة في مكافحة تمويل الإرهاب

منذ تأسيسه، أسهمت المملكة العربية السعودية بشكل كبير في دعم جهود المركز عبر تبادل المعلومات، التنسيق العملياتي، واستهداف شبكات التمويل. وشهد المركز عقد سبع جولات من التصنيفات المنسقة التي أسفرت عن تصنيف 97 فردًا وكيانًا على قوائم الإرهاب المشتركة، مما عزز من قدرة الدول الأعضاء على تعطيل التمويل الإرهابي بفعالية أكبر.

ورش عمل ومبادرات لتعزيز القدرات الإقليمية

استضافت المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الدول الأعضاء 23 ورشة عمل متخصصة، إضافة إلى ست جلسات نقاشية تناولت التهديدات الناشئة في مجال تمويل الإرهاب. كما أطلق المركز برامج تدريبية تهدف إلى رفع مستوى تأهيل العاملين في مختلف القطاعات الأمنية والمالية والقضائية، بما يواكب المتغيرات العالمية والتقنية الحديثة.

التعاون الدولي أولوية استراتيجية للمملكة

يمثل إنشاء مركز استهداف تمويل الإرهاب امتدادًا لريادة المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب وتمويله، ويؤكد التزامها بتطبيق قرارات مجلس الأمن والمعايير الدولية ذات الصلة. وتسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي، وبناء شراكات قوية تسهم في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة عبر دعم المبادرات والمساعدات الفنية للدول الطالبة، والمشاركة الفاعلة في البرامج الإقليمية والدولية.

الاجتماع الدولي الثاني.. منصة لتعزيز الجهود الجماعية

يُرتقب أن يناقش الاجتماع الدولي الثاني لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب في الرياض التحديات والفرص المتعلقة بالتقنيات الحديثة وأثرها في تمويل الإرهاب، مما سيسهم في بلورة استراتيجيات جديدة ورفع مستوى التنسيق بين المراكز الإقليمية والدولية، وترسيخ دور المملكة كفاعل رئيسي في الساحة الدولية لمكافحة الإرهاب.