خطيب المسجد الحرام: الإيمان هو أساس العمران والتقدم.. والتقوى طريق الصلاح والبقاء

خطيب المسجد الحرام: الإيمان هو أساس العمران والتقدم.. والتقوى طريق الصلاح والبقاء

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله، والعمل بما يُرضيه، والابتعاد عن المعاصي والمفاسد، مؤكدًا أن الإيمان هو القائد للعقل، والحامي للعلم، وأساس عمارة الأرض، وأن نهضة الأمم واستقرار المجتمعات لا تتحقق إلا بربط العلم بالإيمان.

طهارة القلب قبل الجسد.. والإحسان أساس المعاملة

قال الشيخ بن حميد: “طهروا قلوبكم قبل أبدانكم، وألسنتكم قبل أيديكم، عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون”، موصيًا بالتحلي بحسن الظن، وحفظ الأسرار، والصدق في المعاملة، محذرًا من التسرع في الحكم أو نشر الظنون.

الإيمان والعمل.. توأمان في نهضة الإنسان والمجتمع

شدد بن حميد على أن الإيمان لا ينفصل عن العمل الصالح، وأن المسلم الحقيقي يعمّر الأرض قربة لله ونفعًا للخلق، مستشهدًا بقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، مشيرًا إلى أن العلم المربوط بخشية الله هو العلم النافع، والإيمان هو ما يحمي الإنسان من الانجراف خلف المادية المفرغة من القيم.

القرآن يحكي عن أمم بادت رغم قوتها

استعرض فضيلته نماذج من الأمم التي سبقت في القوة والبناء، ومنها قوم عاد، مشيرًا إلى أن الاستكبار والتكذيب بآيات الله كان سبب هلاكهم، رغم ما بلغوه من إعمار وتطور، مؤكداً أن القوة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تُقرن بالإيمان والتقوى.

النهضة التكنولوجية لا تغني عن نور الوحي

أوضح ابن حميد أن التقدم العلمي في وسائل النقل والاتصال والبناء لم يُحقق الطمأنينة للإنسانية، لأن السعادة الحقيقية لا تصنعها الأدوات المادية فقط، بل تتحقق بنور الوحي وتزكية النفس واحترام الإنسان، مبينًا أن انهيار القيم سببه فصل العقل عن الإيمان.

العمران يبدأ من النفس.. والصلاح نابع من الإيمان

أكد الشيخ أن الإنسان هو محور التغيير والإصلاح، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، مشددًا على أن الصلاح لا يتحقق إلا بالإيمان الصحيح، الذي يغرس في النفس صفات: الصدق، الأمانة، العفاف، محاسبة النفس، التضحية، التواضع، والالتزام بالنظام.

خاتمة.. لا عزّة بدون إيمان

اختتم ابن حميد خطبته بالتأكيد على أن العلم بدون إيمان لا يقود إلا إلى اضطراب، وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن التوكل على الله هو السبيل الحقيقي لتحقيق النصر والبقاء، لأن الله هو رب الأرباب ومسبب الأسباب، وهو من بيده الأمر كله.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *