اعلان

ثورة في علاج السرطان: نبضات كهربائية منخفضة الكثافة تحفّز جهاز المناعة لمهاجمة الأورام

كشفت دراسة أمريكية حديثة، أجراها معهد فرالين للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، عن تقنية علاجية واعدة تقوم على استخدام النبضات الكهربائية منخفضة الكثافة كوسيلة مبتكرة لتعزيز الاستجابة المناعية ضد الأورام السرطانية، دون الحاجة إلى تدمير مباشر للأنسجة.

تحفيز مناعي بدلاً من التدمير التقليدي

بعكس الطرق التقليدية القائمة على النبضات عالية الكثافة لتفكيك الخلايا الورمية، يعتمد هذا النهج الجديد على تعديل البيئة المحيطة بالورم باستخدام تقنية “H-FIRE” (الصعق الكهربائي غير القابل للعكس عالي التردد)، لكن بكثافة منخفضة لا تُحدث ضررًا مباشرًا بالخلايا، بل تدفع الورم لإعادة تنظيم بنيته الداخلية، مما يجعله مكشوفًا أمام الخلايا المناعية.

إعادة تشكيل الأوعية الدموية واللمفاوية

أظهرت التجارب، خصوصًا على حالات سرطان الثدي، أن النبضات منخفضة الكثافة تحفّز نمو الأوعية الدموية واللمفاوية المحيطة بالورم خلال 24 إلى 72 ساعة، ما يفتح المجال أمام الخلايا التائية السامة والمؤثرات المناعية للوصول إلى الورم واستهدافه بشكل دقيق.

الورم يتحول إلى “ساحة اشتباك مناعي”

تشير الدراسة، المنشورة في مجلة “حوليات الهندسة الطبية الحيوية”، إلى أن تركيز العلاج لم يعد فقط على إزالة الورم، بل على تحويله إلى بيئة محفّزة للنشاط المناعي. ووصفت الباحثة الرئيسية، الدكتورة جينيفر مونسون، هذه الاستراتيجية بأنها “تغيير لقواعد الاشتباك”، حيث يُصبح الجهاز المناعي قادرًا على التعرف على الورم ومهاجمته من خلال المسارات اللمفاوية المعاد تشكيلها.

نحو علاجات تكاملية أكثر فاعلية

أوضحت الدراسة أيضًا إمكانية دمج هذا النهج مع العلاجات المناعية الحديثة مثل:

  • مثبطات نقاط التفتيش المناعي
  • علاجات الخلايا المتبناة

ما قد يُعزز من قدرة الجهاز المناعي على شن هجوم شامل ومستهدف ضد الورم، ويمهّد لتطوير بروتوكولات علاجية أقل تدخلاً وأكثر تخصيصًا حسب استجابة المريض.

أفق جديد في فهم دور الجهاز اللمفاوي

من الجوانب البارزة التي تناولتها الدراسة هو التفاعل المعقّد مع الجهاز اللمفاوي، حيث سلّط الباحثون الضوء على آلية جديدة لتتبع الاستجابة المناعية عبر العقد والممرات اللمفاوية، ما يُعد فتحًا علميًا في مجال العلاجات الكهربائية المناعية.

خطوة تمهيدية لعلاجات مستقبلية دقيقة

ورغم أن هذا النهج لا يُعتبر علاجًا شافيًا بشكل مباشر، إلا أنه يرسم مسارًا واعدًا نحو علاجات تكاملية يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في طريقة مكافحة السرطان، وتحويل الورم من “ملاذ آمن” للخلايا السرطانية إلى نقطة انطلاق لهجوم مناعي فعّال.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *