إنجاز طبي سعودي غير مسبوق: استئصال ورم نادر من البطن والصدر بتقنية المناظير في الرياض

في خطوة طبية تُعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، سجّلت مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض إنجازًا بارزًا باستئصال ورم نادر يُعرف بـ”الميزوتيلوما” من تجويفي البطن والصدر، باستخدام تقنيات المناظير الجراحية الدقيقة، مع تطبيق العلاج الكيماوي الحراري داخل كلا التجويفين، وذلك لمريضة تبلغ من العمر 28 عامًا.
تشخيص دقيق لحالة نادرة ومعقدة
أوضح الفريق الطبي المعالج أن المريضة كانت تعاني من آلام مزمنة في البطن، واستسقاء بطني، وانصباب جنبي، مما أثر على حياتها اليومية ومسيرتها التعليمية، وسط صعوبات في التشخيص نتيجة ندرة الحالة.
وبعد سلسلة من الفحوصات الدقيقة التي لم تُظهر نتائج حاسمة، قرر الأطباء إجراء منظار جراحي وتشخيصي ساعد في أخذ عينات أكدت وجود ورم الميزوتيلوما، وهو من الأورام النادرة التي تصيب الغشاء البريتوني أو الغشاء البلوري، فيما تُعد حالتها من الحالات القليلة جدًا التي يظهر فيها الورم في كلا التجويفين.
المناظير الجراحية تغيّر معادلة التدخلات الكبرى
كانت هذه النوعية من العمليات في السابق تتطلب جراحة مفتوحة تتضمن فتحًا بطول 35 سم في البطن و20 سم في الصدر، مع فترة تنويم طويلة. إلا أن تقنيات المناظير الدقيقة مكّنت الفريق الطبي من تقليل التدخل الجراحي إلى الحد الأدنى، مما ساعد في تسريع التعافي وتقليل المضاعفات بشكل كبير.
العلاج الكيماوي الحراري: أمل جديد بعد الاستئصال
تم خلال العملية تطبيق العلاج الكيماوي الحراري داخل التجويفين، وهي تقنية حديثة تهدف إلى منع عودة الورم بعد استئصاله. وقد غادرت المريضة المستشفى بعد أيام وهي في حالة صحية ممتازة، وسط متابعة دقيقة لحالتها الصحية.
تأكيد على التميّز السعودي في جراحات الأورام النادرة
يعكس هذا الإنجاز التقدم النوعي الذي تحققه مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية في مجالات الرعاية التخصصية، وجراحات الأورام المعقدة، حيث تمت العملية على أيدي كوادر طبية سعودية مؤهلة، باستخدام أحدث التقنيات الطبية، في إطار سعي المملكة لتعزيز مكانتها في تقديم الخدمات الصحية المتقدمة.