مكة تتغير.. كيف تعيد إزالة العشوائيات رسم مستقبل الاستثمار العقاري؟

في مشهد يعبّر عن تحول تنموي غير مسبوق، تشهد مكة المكرمة سلسلة من المشاريع النوعية، أبرزها إزالة الأحياء العشوائية وإعادة تنظيم المناطق السكنية، ضمن رؤية تنموية شاملة تهدف إلى تحويل العاصمة المقدسة إلى واحدة من أكثر مدن العالم حداثة واستدامة، مع المحافظة على روحانيتها وخصوصيتها التاريخية.

مكة.. مركز روحاني يتحول إلى بيئة استثمارية واعدة

أكد الخبير العقاري أحمد بن راشد الزهراني أن مكة المكرمة ليست مجرد مدينة مقدسة، بل وجهة استثمارية واعدة بحكم موقعها ومكانتها الإسلامية، وقال: “مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم، باتت مكة بحاجة ماسّة لإعادة هيكلة بنيتها العمرانية والخدمية”.

إزالة العشوائيات.. نقلة حضرية واستثمارية

وأوضح الزهراني أن إزالة الأحياء العشوائية ليست مجرد خطوة تنظيمية، بل تمثل محورًا رئيسيًا لتحسين بيئة السكن والاستثمار، مشيرًا إلى أن هذا التوجه سيفتح الباب أمام تدفق السكان نحو المخططات المعتمدة والمطورة، ما سيعزز بدوره من حركة السوق العقاري.

كما توقع أن يشهد القطاع طفرة في الطلب على الوحدات السكنية الحديثة والبنية التحتية المتطورة، مما يسهم في رفع مستوى المعيشة، وجذب استثمارات جديدة في مجالات التجارة، والخدمات، والإنشاءات.

“مسار مكة”.. حجر الزاوية في التنمية المستدامة

وأشار الزهراني إلى أن مشروع “مسار مكة” يُعد أحد المشاريع الرائدة في دعم هذا التحول الحضري، حيث يهدف إلى تحسين شبكات النقل والمواصلات وتسهيل حركة الحجاج والمعتمرين داخل مكة، إضافة إلى تقليل الازدحام المروري وتقديم تجربة تنقل آمنة وسلسة.

كما يساهم المشروع في رفع الكفاءة التشغيلية للبنية التحتية، ويخلق بيئة محفزة للابتكار في قطاع النقل واللوجستيات، مما يدعم رؤية المملكة في بناء مدينة ذكية ومتقدمة.

فرص واعدة في القطاع التجاري والعقاري

مع انتقال السكان إلى المناطق المخططة، تُفتح آفاق جديدة للاستثمار التجاري والعقاري، لا سيما في قطاعات مثل التجزئة، الفندقة، المطاعم، والخدمات المساندة. ويؤكد الزهراني أن الجانب التجاري أصبح ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية في مكة، بالتوازي مع تعزيز جودة الحياة للسكان والزوار.

خطط شاملة لإعادة التوطين والتنمية المتوازنة

وتتضمن خطة إزالة الأحياء العشوائية نقل السكان إلى مناطق جديدة مزوّدة بكافة الخدمات، بما يشمل مرافق صحية وتعليمية وحدائق وأسواق. وتسعى الجهات المعنية إلى تحقيق توازن بين الجانب الإنساني والتنموي، عبر توفير بدائل سكنية عادلة، وفرص جديدة للعيش الكريم.

مكة الجديدة.. وجهة استثمارية عالمية

في ختام تصريحه، أكد الزهراني أن مكة مقبلة على طفرة تنموية كبرى، وأن التحولات العمرانية الجارية اليوم ستُسهم في تعزيز مكانة المدينة عالميًا، ليس فقط كوجهة دينية، بل كـ مركز اقتصادي وتجاري متكامل، قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان والزوار، وتحقيق رؤية تنموية مستدامة.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *