هل يُعد وصف شهر شوال بـ”الطويل والمتعب” من سبّ الدهر؟.. الشيخ الخثلان يوضح الحكم الشرعي

أثار تداول بعض العبارات حول شهر شوال، مثل كونه “طويلاً” أو “متعبًا” أو “شهر خمول”، تساؤلات شرعية لدى كثيرين حول ما إذا كانت هذه العبارات تندرج تحت سب الدهر المحرّم شرعًا، أم أنها مجرد أوصاف عابرة لا تُؤخذ على محمل التحريم.

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمدرس في الحرمين الشريفين، أن مثل هذه العبارات لا تُعد من سبّ الدهر، طالما كانت على سبيل الإخبار لا الشتم.

الإخبار لا الشتم.. أين يكمن الفرق؟

أشار الشيخ الخثلان إلى أن العبارات التي يُقصد بها مجرد الإخبار عن مشقة الشهر أو طوله أو كثافة العمل فيه لا حرج فيها شرعًا، مؤكداً أن المقصود بالتحذير من “سبّ الدهر” هو التشكي أو التذمر من الزمن نفسه باعتباره سببًا في المصائب، لا وصف الظروف أو التعب الحاصل خلاله.

استشهاد قرآني وسنّي

استشهد الخثلان بقول نبي الله لوط عليه السلام:
“هذا يومٌ عصيب”
وكذلك ما ورد في كتاب الله تعالى عن أيام قوم عاد بأنها:
“أيام نحسات”،
مؤكدًا أن الوصف هنا جاء في سياق الإخبار عن طبيعة الحدث أو اليوم، وليس في إطار الذمّ أو الاعتراض على قضاء الله.

كما استدل بحديث قدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه عن رب العزة:
“يؤذيني ابن آدم، يسبّ الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار”،
مبيّنًا أن المقصود فيه هو نسبة الأذى والشر إلى الدهر نفسه، وهو ما لا يجوز شرعًا.

متى يكون الوصف ممنوعًا شرعًا؟

  • إذا كان فيه تسخّط واعتراض على قدر الله.
  • إذا نُسب الفعل السيء أو الضرر إلى الدهر أو الأيام أو الشهور بحد ذاتها.
  • إذا حملت العبارة نية الشتم أو الإهانة أو السخط، وليس مجرد الإخبار.

يُسمح شرعًا بوصف الشهور أو الأيام بكونها طويلة، أو متعبة، أو حافلة بالمهام، ما لم يكن ذلك على سبيل الذمّ أو الشكوى من قضاء الله، وإنما للإخبار أو التعبير عن الواقع فقط. وهذا يُعد من التمييز الفقهي الذي يعزز الوعي الشرعي ويجنّب الناس الوقوع في المخالفات اللفظية دون قصد.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *