جراحة من فتحة الأنف تنقذ مريضاً ستينياً من ورم نادر في قاع الجمجمة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم

عملية دقيقة تحت الظلام: كيف أنقذ الأطباء مريضاً من خطر فقدان البصر والموت المفاجئ؟

شهد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم تنفيذ عملية جراحية نادرة ومعقّدة لمريض يبلغ من العمر 66 عامًا، كان يعاني أعراضًا حرجة تمثلت في انخفاض شديد في الوعي، وصداع متواصل، واضطراب في حركة العينين، وهو ما دفع الطاقم الطبي إلى تدخل عاجل عبر تقنيات حديثة ومنظار متقدم لإنقاذ حياته.


الكشف عن ورم ضاغط على الدماغ والعصب البصري

بحسب الدكتور بهاء الدين، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري ورئيس الفريق الطبي المعالج، فإن المريض وصل في حالة حرجة عبر الإسعاف بعد منتصف الليل، وتم إدخاله مباشرة إلى وحدة العناية المركزة. وبعد إجراء فحوصات دقيقة باستخدام الأشعة المقطعية (CT) والرنين المغناطيسي (MRI)، تبيّن وجود ورم غدي نخامي بحجم 3.5 سم في قاع الجمجمة، يضغط على العصب البصري والغدة النخامية.

كما أظهرت التحاليل اختلالًا في أملاح الدم، ونقصًا شديدًا في هرمون الكورتيزون، وخللاً في نسبة الصوديوم، ما زاد من تعقيد الحالة وخطورتها.


جراحة “الأيادي الأربعة” عبر الأنف تنقذ الموقف

تم تشكيل فريق طبي متكامل من تخصصات الأنف والأذن والحنجرة، الغدد الصماء، العناية المركزة، والتخدير، وقرّر الأطباء إجراء عملية جراحية عاجلة عبر فتحة الأنف دون الحاجة إلى شق جراحي في الجمجمة، مستخدمين تقنية تُعرف باسم “الأيادي الأربعة” بمساعدة المنظار الجراحي وتقنيات الملاحة العصبية الحديثة.

واستغرقت العملية نحو 6 ساعات، وتم خلالها استئصال الورم بالكامل مع الحفاظ على الوظيفة الحيوية للغدة النخامية، دون تسجيل أي مضاعفات ولله الحمد.


تعافٍ سريع وتحسّن ملحوظ

أكّد الدكتور بهاء الدين أن المؤشرات الحيوية للمريض بدأت بالتحسّن منذ الساعات الأولى بعد الجراحة، وخرج من العناية المركزة بعد أربعة أيام، ثم نُقل إلى جناح التنويم، وغادر المستشفى في اليوم السابع بحالة صحية جيدة، وقد استعادت حركة العينين طبيعتها وتحسن مستوى الوعي بشكل ملحوظ.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *