دراسة واعدة: دواء متوفر حاليًا يعيد تنشيط المناعة ويبشّر بعلاج شلل المناعة لدى مرضى تسمم الدم

في كشف علمي قد يُحدث نقلة نوعية في علاج تسمم الدم (الإنتان)، أظهرت دراسة أجراها باحثون في المركز الطبي بجامعة رادبود نايميخن الهولندية أن دواءً متداولًا في الأسواق، يُستخدم حاليًا لعلاج التصلب اللويحي، يمكنه إعادة تنشيط الخلايا المناعية المتوقفة عن العمل، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج مرضى شلل المناعة الناتج عن الإنتان، والذي يُعد من الأسباب الرئيسة للوفاة داخل وحدات العناية المركزة.


تسمم الدم.. أكثر من استجابة مناعية مفرطة

لطالما اعتُقد أن الوفاة بسبب تسمم الدم ناتجة عن رد فعل مناعي عدواني مفرط يهاجم أعضاء الجسم، لكن الدراسات الحديثة، ومنها هذه الدراسة، كشفت جانبًا آخر من المرض يُعرف بـ “شلل المناعة”، حيث يتوقف الجهاز المناعي عن العمل تمامًا، مما يعرّض المريض لعدوى جديدة وخطيرة، كالعدوى الفطرية.


اختبارات معملية تكشف سر الخلل

قام الفريق البحثي بتحفيز الاستجابة المناعية لدى متطوعين أصحاء بحقنهم بجزء من البكتيريا الميتة، تُعرف بـ”السموم الداخلية”، ولاحظوا خلال مراحل التجربة أن بعض الخلايا المناعية مثل “الخلايا الوحيدة” لم تنضج بشكل كافٍ بعد الالتهاب الحاد، ما أعاق قدرتها على مقاومة العدوى.


دور الخلايا الوحيدة في الدفاع ضد العدوى

توصل الباحثون إلى أن الخلايا الوحيدة تلعب دورًا محوريًا في الدفاع المناعي، وأن فشلها في النضج يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي بالكامل. وقد تم التحقق من ذلك عبر عينات من الدم ونخاع العظام، باستخدام تقنيات تحليل متقدمة نشرتها الدراسة في مجلة Nature Immunology المتخصصة.


دواء إنترفيرون بيتا يعيد إحياء المناعة

الخطوة الأهم في الدراسة تمثلت في إضافة دواء “إنترفيرون بيتا” إلى الخلايا المناعية المتوقفة عن العمل في المختبر. وهو دواء يُستخدم لعلاج التصلب اللويحي، وقد أظهر تأثيرًا مباشرًا في تنشيط الخلايا الوحيدة ومساعدتها على النضج والعودة للعمل بكفاءة.

وأكد الباحث ماتيس كوكس أن النتائج إيجابية، لكن التجارب السريرية على المرضى لم تبدأ بعد، مشيرًا إلى أن المرحلة التالية ستتضمن إعطاء الدواء لمتطوعين بعد تحفيز المناعة، ثم الانتقال لاحقًا إلى تجربته على مرضى العناية المركزة المصابين بتسمم الدم.


خطوة واعدة لعلاج أحد أكثر أسباب الوفاة عالميًا

يمثل هذا التقدم العلمي أملًا جديدًا في مواجهة تسمم الدم، الذي تشير الإحصاءات إلى ارتباطه بحوالي 20% من الوفيات العالمية، ويُعد السبب الأول للوفاة داخل أقسام العناية المركزة حول العالم.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *