شعار “50501” يشعل الشوارع الأمريكية: غضب شعبي يواجه سياسات ترامب ويهدد استقرار الداخل

شهدت مدن أمريكية متعددة، يوم أمس، موجة احتجاجات غير مسبوقة تحت شعار “50501”، الذي يعود إلى رمزية ثورية من الحرب الأهلية الأمريكية. وخرج الآلاف في مسيرات غاضبة منددة بسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معتبرين إياها تهديدًا مباشرًا لمبادئ الديمقراطية الأمريكية، وسط تساؤلات متصاعدة حول مستقبل الحريات في البلاد.


احتجاجات من نيويورك إلى ألاسكا: مشهد متعدد الأصوات

توزعت المظاهرات في نيويورك، سان فرانسيسكو، ماساتشوستس، ألاسكا، وواشنطن، وغيرها من الولايات، حيث تباينت الشعارات بين “لا لوكالة الهجرة” و”أوقفوا الانقلاب الدستوري”، في تعبيرات قوية عن سخط شعبي متزايد تجاه سياسات الهجرة، وإغلاق الوكالات الحكومية، والتقشف المالي.


جذور ثورية وشعارات من التاريخ الأمريكي

في كونكورد، ماساتشوستس، تجمع المحتجون عند نصب “الطلقة الأولى” للثورة الأمريكية، مرددين شعارات تربط الماضي الثوري بالحاضر السياسي. وتم استحضار الإرث التاريخي كمصدر للشرعية في رفض القرارات الانفرادية للإدارة الحالية، في مشهد جمع الأجيال خلف رسالة موحدة: “الحرية لا تُهدى، بل تُنتزع”.


مباني حكومية تتحول إلى رموز للغضب

تحوّل مبنى الكابيتول في دنفر والبيت الأبيض في واشنطن إلى نقاط اشتعال، حيث رفع المهاجرون والمتقاعدون لافتات احتجاجية تطالب بوقف الترحيل والدفاع عن مكتسبات الرعاية الاجتماعية. وارتفعت الأصوات ضد قرارات يُنظر إليها على أنها تمييزية واستبدادية، أبرزها خطة ترحيل 50 ألف فنزويلي دون محاكمة.


إيلون ماسك في مرمى الاتهام: “المليارديرات يسرقون الوطن”

لم تقتصر الاحتجاجات على السياسيين، بل طالت شركات كبرى مثل “تسلا”، حيث حاصر محتجون فروعها في خمس ولايات، تعبيرًا عن رفضهم لما وصفوه بـ”التحالف بين المال والسلطة”، في مشهد يعكس تحول الغضب الشعبي نحو النخبة الاقتصادية.


انقسام سياسي حاد وتباين في المواقف

تباينت ردود الفعل في الكونغرس الأمريكي، حيث رحب الديمقراطيون بالحراك الشعبي واعتبروه “صحوة ضمير وطني”، بينما وصفه الجمهوريون بـ”مسرحية يسارية انتخابية”. في المقابل، نظّم المحتجون مبادرات ميدانية، مثل توزيع 10 آلاف وجبة على المشردين في شيكاغو، في محاولة لربط العمل السياسي بالفعل الاجتماعي.


“50501”: من شعار رمزي إلى حركة سياسية منظمة؟

تحليلات عدة ترى في شعار “50501” بداية تحول نوعي في مسار الاحتجاجات، نحو تنظيم صفوف حركة تسعى لإحداث تغيير مؤسسي في السياسات العامة، خاصة ما يتعلق بـالهجرة، واستقلال القضاء، وحقوق الإنسان، وسط دعوات لإضراب عام في الأول من مايو، يُتوقع أن يكون اختبارًا حقيقيًا لمدى صمود هذا الحراك أمام الآلة الإعلامية والسياسية لترامب.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *