ضربة إسرائيلية وشيكة ضد إيران؟ المنطقة على حافة الانفجار

في ظل احتدام التصريحات واشتداد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، عاد الملف النووي الإيراني إلى واجهة الأحداث الدولية، مع تسريبات وتقارير استخباراتية تشير إلى احتمال شنّ إسرائيل ضربة عسكرية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية، رغم التردد الأمريكي، وتحذيرات طهران برد مدمر.
تهديدات متبادلة وسباق مع الزمن
تصاعدت نبرة التصعيد بين الطرفين في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت إسرائيل أن جميع الخيارات مطروحة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، فيما ردّت طهران بلهجة صارمة مؤكدة استعدادها الكامل لأي مواجهة، مشيرة إلى ترسانتها الصاروخية بعيدة المدى، وانتشار قواتها ووكلائها على مقربة من الحدود الإسرائيلية.
خطط عسكرية سرية وتحفظ أمريكي
كشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل قدّمت لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عدة سيناريوهات عسكرية لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، تراوحت بين ضربات خاطفة وأخرى شاملة يمكن أن تؤخر التقدم النووي الإيراني لعدة سنوات.
لكن البيت الأبيض، سواء في عهد ترامب أو لاحقًا، أبدى تحفظًا على أي عمل عسكري مباشر، مفضلاً الخيار الدبلوماسي إلا إذا تسارعت عمليات تخصيب اليورانيوم أو طُرد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تحذير إيراني برد “ساحق”
أعلنت طهران أن أي هجوم إسرائيلي سيقابل برد ساحق، ووصفت العملية المحتملة بأنها “انتحار سياسي” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. واعتبرت أن التصعيد سيؤدي إلى تفجير المنطقة بأكملها، متوعدة بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي لإمدادات النفط العالمية.
مخاطر التصعيد: من ضربة محدودة إلى حرب إقليمية؟
يرى خبراء عسكريون أن الضربة الإسرائيلية المحتملة، حتى وإن تمت بنجاح، لن تقضي على البرنامج النووي الإيراني، بل ستؤجله فقط. كما أن العملية قد تدفع إيران إلى الخروج الكامل من الاتفاق النووي، وتصعيد عملياتها عبر الميليشيات التابعة لها في العراق وسوريا ولبنان.
ويحذر محللون من أن أية عملية عسكرية دون غطاء ودعم أمريكي قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل وجود أنظمة دفاع جوي إيرانية متطورة، وعلاقات دولية معقدة في المنطقة.
سيناريوهات الضربة: ما الذي يمكن أن يحدث؟
تشير بعض التقديرات إلى أن إسرائيل قد تستخدم طائرات الشبح المتقدمة F-35 لتنفيذ ضربات جوية دقيقة، مع التركيز على المنشآت القريبة من السطح، لتفادي الحاجة إلى قنابل خارقة للتحصينات.
لكن أي خطأ في الحسابات أو فشل في احتواء الرد الإيراني قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، تُغيّر خارطة المنطقة وتجرّ قوى دولية إلى صراع جديد.
المفاوضات أو الحرب؟
وبينما تستعد واشنطن وطهران لجولة جديدة من المحادثات النووية، تلوح في الأفق معادلة متغيرة. فهل تنجح الدبلوماسية في تهدئة التوتر؟ أم أن قرع طبول الحرب هو ما سيحدد مصير المنطقة في المرحلة المقبلة؟