اكتشافات أثرية نادرة في روضة الخفس تكشف عن استيطان بشري يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد

في إنجاز وطني يُعزّز من مكانة المملكة على خارطة الاكتشافات الأثرية العالمية، أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية عن اكتشافات استثنائية في منطقة روضة الخفس جنوب المحمية، تعود إلى حقب تاريخية موغلة في القدم، تتراوح بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي.


نقوش ورسوم صخرية تؤرخ لحضارات متعاقبة

شملت الاكتشافات نقوشًا عربية مبكرة ورسومًا صخرية آدمية وحيوانية، عُثر عليها في أربع واجهات صخرية تم توثيقها خلال المسح الأثري الذي نفّذه فريق من الخبراء الوطنيين. وتضمنت تلك الرسوم مشاهد لصيد النعام، وصورًا لفرسان، ونقوشًا تمثل جملين معكوسين، إلى جانب نقوش عربية توزعت بين المرحلة المتوسطة والمرحلة المتأخرة.


جهود علمية دقيقة تؤكد الاستقرار البشري في الموقع

أكد المهندس ماهر بن عبدالله القثمي، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المحمية، أن هذه النتائج جاءت ضمن جهود بحث ومسح أثري علمي منهجي، استخدم تحليل أنماط الحروف والنقوش لتحديد الأطر الزمنية الدقيقة، مشيرًا إلى أن النتائج تؤكد استقرار الإنسان في منطقة الخفس خلال فترات تاريخية متعاقبة، بما يعكس الأهمية الثقافية والبيئية للموقع.


إدراج الاكتشافات في السجل الوطني للآثار

لحماية هذه المكتشفات القيمة، تم تسجيل مواقع النقوش في السجل الوطني للآثار بالتعاون مع هيئة التراث، وربطها بـ خرائط رقمية وقاعدة بيانات مكانية تتيح للباحثين والمؤسسات الثقافية الاطلاع والتحليل، بما يعزز من جهود التوثيق والحماية وإدارة المواقع التراثية بفعالية.


تزامن مع اليوم العالمي للتراث.. وتأصيل لهوية المملكة

جاء الإعلان عن هذه الاكتشافات تزامنًا مع اليوم العالمي للتراث، الذي يوافق 18 أبريل من كل عام، ما يُبرز التزام المملكة بالمشاركة العالمية في صون التراث الإنساني، ويجسّد رؤية السعودية 2030 في إبراز الهوية الحضارية والتاريخية للمملكة كقوة ثقافية عالمية.


السياحة البيئية على خُطى التنمية المستدامة

تُعد هذه الاكتشافات رافدًا مهمًا في دعم السياحة البيئية والثقافية داخل محمية الملك عبدالعزيز، حيث تتجه الهيئة مستقبلاً إلى تهيئة الموقع لاستقبال الزوار، في إطار رؤية متكاملة لتعزيز الاستثمار في التراث، وتمكين الكفاءات الوطنية في مجالات المسح والتوثيق والتفسير الأثري.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *