الزعاق: التغيرات المناخية تمتد عبر آلاف السنين.. والإنسان يساهم في تعديل مسارها

أكد خبير الطقس السعودي خالد الزعاق أن التغيرات المناخية ليست ظاهرة طارئة، بل هي من المسلمات الكونية التي تتطور على مدى زمني طويل يمتد لعشرات الآلاف من السنين، مشيرًا إلى أن ما يشهده العالم اليوم من تغير في أنماط الطقس لا يمكن تفسيره فقط بالأسباب الحديثة أو الظواهر اللحظية.
العرنجة: مفتاح فهم الدورات المناخية الكبرى
أوضح الزعاق أن ما يُعرف بـ”مبادرة أو مباكرة الاعتدال” يرتبط بميلان محور الأرض، وهي ظاهرة تُعرف علميًا باسم “العرنجة”، تحدث كل 25 ألف سنة تقريبًا. وتؤدي هذه الظاهرة إلى دورات مناخية كبرى تتراوح بين فترات مطيرة وأخرى جافة، وبين مناخات سافانا إلى بيئات أكثر قحولة أو برودة، وهو ما يفسر التغيرات الواسعة التي تمر بها مناطق العالم المختلفة.
جدل علمي: بشري أم طبيعي؟
أشار الزعاق إلى أن العلماء يختلفون حول تفسير التغير المناخي، فبعضهم يرجعه إلى عوامل بشرية مثل الانبعاثات الصناعية، بينما يرى آخرون أنه نتاج طبيعي لدورات مناخية قديمة متكررة. وهناك من يدمج بين العاملين، معتبرًا أن التأثير البشري يسرّع أو يفاقم التغير الطبيعي، لكنه ليس السبب الوحيد.
السعودية الخضراء ودور الإنسان في التكيف المناخي
أكد الزعاق أن الإنسان قادر على المساهمة في تعديل المسار البيئي من خلال المبادرات البيئية مثل مبادرة السعودية الخضراء، إنشاء المحميات الملكية، وسن القوانين البيئية الصارمة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات أدت إلى تحسن ملحوظ في البيئة المحلية، يتجلى في استقرار الطيور المهاجرة وتراجع موجات الغبار الجبلية مقارنة بالسنوات السابقة.
من الخليج إلى أوروبا: مظاهر التغير المناخي العالمية
لفت الزعاق إلى أن التغيرات المناخية باتت ملموسة عالميًا، مشيرًا إلى تزحزح الثلوج شمال أوروبا، وارتفاع درجات الحرارة في مناطق كانت باردة، في حين أن الخليج العربي يشهد أقل برودة في بعض الأعوام وأكثر برودة في أعوام أخرى، مع تسجيل صيف أقل حدة من السابق، في ظاهرة يعزوها إلى التحولات المناخية العالمية.
استشهاد نبوي: إشارات من الماضي للمستقبل
ختم الزعاق حديثه باستشهاد نبوي قال فيه ﷺ:
“لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا”، مؤكدًا أن الدورات المناخية الكبرى جزء من نظام كوني واسع يتكرر على مدى آلاف السنين، ويتفاعل معه الإنسان دون أن يكون دومًا المتحكم الوحيد فيه.