إطلاق منصة المهارات الوطنية: السعودية ترسم خارطة جديدة لمستقبل العمل بالذكاء الاصطناعي

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تمكين الكفاءات السعودية وتعزيز جاهزيتها لسوق العمل المستقبلي، أعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، عن إطلاق منصة المهارات الوطنية، التي تستهدف بناء قاعدة متينة من المواهب الوطنية المجهزة بمهارات المستقبل، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
منصة وطنية برؤية عالمية
وأوضح الراجحي أن المنصة تمثل مرحلة محورية في تطوير القوى العاملة السعودية، من خلال تصميم مسارات تعلم ذكية، وتحديد المهارات المطلوبة بدقة، ومواءمتها مع احتياجات السوق المحلي والعالمي. كما توفر المنصة فرص تدريب عالية الجودة لجميع المواطنين، وتسهم في تسهيل الوصول إلى برامج الاعتماد المهني في 160 دولة حول العالم.
القدرات البشرية ركيزة الازدهار الاقتصادي
خلال مشاركته في اليوم الثاني من مؤتمر مبادرة القدرات البشرية، أكد الوزير أن القدرات البشرية لم تعد مجرد عنصر من عناصر الاقتصاد، بل هي المحرك الأساسي للازدهار العالمي. وأشار إلى أن التحولات التقنية، خاصة الأتمتة والذكاء الاصطناعي، غيّرت جذريًا طريقة العمل والمعيشة في ظل الثورة الصناعية الرابعة والخامسة.
فجوة المهارات.. التحدي الحقيقي في سوق العمل
بحلول عام 2030، من المتوقع أن تختفي أكثر من 92 مليون وظيفة تقليدية، وفقًا للراجحي، نتيجة التغيرات السريعة التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة. وفي المقابل، تظهر فجوات حادة في سوق العمل، أبرزها في مجال الأمن السيبراني الذي يواجه نقصًا بـ3.4 مليون وظيفة، والذكاء الاصطناعي الذي يعاني من فجوة توظيف تبلغ 50%.
رؤية سعودية متقدمة لتخطيط القوى العاملة
لمواجهة هذه التحديات، أطلقت المملكة نموذجًا متقدمًا قائمًا على الطلب، من خلال 13 مجلسًا للمهارات يضم أكثر من 240 عضوًا من القطاعين العام والخاص، يعملون على تحديد متطلبات الوظائف المستقبلية. ويجري حاليًا تأسيس 300 ألف وظيفة محلية لتمكين الشباب السعودي من خوض سوق العمل بثقة واقتدار.
المنصة الوطنية للمهارات تعكس التزام المملكة بتطوير رأس المال البشري، عبر بناء منظومة تدريبية تتواءم مع الاقتصاد العالمي، وتضمن استمرارية التقدم والتحول الرقمي الشامل.