حرب الرسوم الجمركية تشتعل بين أمريكا والصين.. تضخم عالمي يلوح في الأفق وركود يهدد الاقتصاد الدولي

بكين ترد على ترامب برفع الرسوم إلى 125%.. وتصعيد تجاري غير مسبوق

في تصعيد جديد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت الصين رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125%، وذلك رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة التعرفة الجمركية على السلع الصينية إلى 145%.

هذا التبادل العقابي أعاد المخاوف من عودة التوترات التجارية العالمية إلى الواجهة، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية شاملة على الأسواق والدول النامية.


تداعيات اقتصادية عالمية.. تضخم واضطرابات في سلاسل التوريد

مراقبون اقتصاديون حذّروا من أن استمرار هذا التصعيد سيؤدي إلى:

  • موجة تضخم عالمي حادة
  • اضطرابات في سلاسل التوريد
  • أضرار بالغة في الأسواق الناشئة والدول النامية

تأتي هذه الأزمة في وقت ما زال فيه العالم يتعافى من أزمات كبرى سابقة، أبرزها: أزمة 2008 المالية، جائحة كورونا، الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة سلاسل الإمداد.


هل تفقد الصين موقعها؟ أم أنها الرابح الأكبر؟

يرى خبراء أن الصين تتجه حالياً لتعزيز شركاتها المحلية، رغم المخاطر التي قد تواجهها، بما في ذلك تراجع دورها في التجارة العالمية.
في المقابل، يعتبر محللون آخرون أن الصين قد تخرج منتصرة من هذه الحرب، عبر تقوية تحالفاتها التجارية مع دول أخرى وبناء نظام تجاري بديل تقوده بكين، وتلعب فيه الهند دوراً استراتيجياً.


ترامب يراهن على إعادة المصانع.. لكن الركود يقترب

الهدف المعلن للرئيس ترامب من زيادة الرسوم هو دعم الصناعة الأمريكية وإعادة المصانع إلى الداخل، إلا أن اقتصاديين يرون أن هذا الهدف بعيد المدى، ويتطلب سنوات طويلة من التخطيط والبناء.

في الوقت ذاته، هناك مخاوف من أن تدفع هذه السياسات الاقتصاد الأمريكي إلى ركود، في ظل ارتفاع التكاليف والضغوط التضخمية على المستهلكين.


دعوات للحوار.. وقلق من انفجار اقتصادي عالمي

مصطفى يوسف، المدير التنفيذي لمركز الدراسات التنموية في ميشيغان، شدد على أن سياسة التصعيد والعقوبات ليست الحل، داعياً إلى الحوار والاتفاق المتبادل كوسيلة لتجاوز الأزمة.

وقال إن الاستمرار في هذه الحرب التجارية قد يقود إلى موجة تضخم عالمي تُربك الاقتصادات وتزيد من معاناة الدول النامية التي بالكاد تعافت من الأزمات الأخيرة.


البيت الأبيض: نأمل في اتفاق.. ولكن الرسوم باقية

ورغم التصعيد، أبدت الإدارة الأمريكية استعدادها لعقد اتفاق تجاري جديد مع الصين، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرئيس “منفتح على التفاوض”، إلا أن الرسوم البالغة 145% ستبقى قائمة.

وأكد ترامب في تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن سياسة الرسوم تُظهر نتائج “مثيرة للحماسة” لأمريكا، وأن الاقتصاد الأمريكي في “وضع جيد جداً”.


العالم على حافة أزمة اقتصادية جديدة

في ظل تمسّك كلا الطرفين بمواقفهما، يرى اقتصاديون أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة من عدم الاستقرار المالي والاقتصادي، قد تكون أكثر حدة من الأزمات السابقة، ما لم يتم التوصل إلى حلول سلمية تُجنّب الأسواق العالمية مزيداً من الصدمات.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *