السماحة خلق الإيمان وأساس المعاملات.. خطبة الجمعة من المسجد الحرام تدعو إلى الرحمة والعفو والتيسير

في رسالة إيمانية عميقة حملت معاني الرفق والتسامح، أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي المسلمين بتقوى الله والتمسّك بخلق السماحة، مؤكدًا أن الإيمان لا يكتمل إلا بالخلق الحسن، وأن السماحة من دلائل الإيمان، وأحد أهم أسس المعاملة في الإسلام.
الإيمان والسماحة.. علاقة لا تنفصم
أوضح الشيخ المعيقلي أن الإيمان الحق قول وعمل واعتقاد، ويكتمل عند من جمع حسن الخلق ولين الجانب، فقال:
“أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون”.
وأكد أن السماحة سلوك أصيل في الإسلام، إذ بُعث النبي صلى الله عليه وسلم بها، وجعلها جزءًا من دعوته وسيرته، فهي مبدأ جامع يحقق اليسر، ويقود إلى الصفاء النفسي والسلام الاجتماعي.
صور من السماحة في الحياة اليومية
استعرض فضيلة الشيخ عددًا من مظاهر السماحة في معاملات المسلمين اليومية، أبرزها:
- المسامحة في البيع والشراء
- الرفق عند المطالبة بالحقوق
- عدم الغلو في الربح أو المماطلة في الأداء
- التراجع عن البيع (الإقالة) لمن ندم، طلبًا لمرضاة الله
وقال:
“من يسّر على مسلم في الدنيا، يسّر الله عليه يوم القيامة”، في إشارة إلى عظمة هذا الخلق وفضله العظيم.
السماحة مفتاح السعادة والبركة
أكد الشيخ المعيقلي أن الحياة لا تستقيم إلا بالعفو والتغاضي، فالكمال منفي عن البشر والخطأ جزء من طبيعتهم. ومن هنا جاءت السماحة لتصلح العلاقات وتُطهّر النفوس.
وقال:
“السماحة طِيب في النفس، وانشراح في الصدر، ورحمة في التعامل، وصدق في المعاملة”.
تحذير من التساهل في حقوق الناس
مع إعلائه لقيمة المسامحة، حذّر الشيخ المعيقلي من التساهل في حقوق الناس أو التحايل عليها، مؤكدًا أن تأخير أداء الدين ظلم، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“مَطْلُ الغني ظُلْم”.
وأضاف أن الميت قد يُحبس عن الجنة بدينه حتى يُقضى عنه، داعيًا إلى المبادرة في الوفاء وعدم التقصير في الأمانات.
السماحة خلق الأنبياء وسمة العقلاء
اختتم خطبته بدعوة صريحة للتشبث بخلق السماحة في كل معاملات الحياة، مشيرًا إلى أنها منزلة عالية لا يوفق إليها إلا من كان له نصيب عظيم من الحكمة والرحمة والوعي، مؤكدًا أن المسلم السمح أقرب إلى الجنة، وأبعد عن النار.