زراعة أشجار الصندل والعود في نجران: خطوة واعدة نحو اقتصاد أخضر وتنمية مستدامة

في تجربة زراعية طموحة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، انطلقت المرحلة الثالثة من مشروع زراعة أشجار العود والصندل لتصل إلى منطقة نجران، حيث زُرعت قرابة 200 شتلة في ثلاث مزارع بالمنطقة، وذلك بإشراف هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان، في إطار توجه وطني يهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الأمن البيئي، وتوسيع الرقعة الخضراء.
نجران على خارطة زراعة الصندل بالمملكة
أكد علي آل الحارث، رئيس اللجنة الزراعية بغرفة نجران، أن إدراج المنطقة ضمن هذا المشروع الزراعي النوعي يُعد نقلة اقتصادية وزراعية مهمة، لما تتميز به نجران من مناخ معتدل وتربة خصبة ووفرة في المياه، وهي خصائص مثالية لنجاح زراعة أشجار العود والصندل ذات القيمة الاقتصادية والعطرية العالية.
وأشار إلى أن هذه التجربة الجديدة تُضاف إلى سجل نجاحات نجران في زراعة أصناف مثل البُن، السمسم، والأرز، مؤكدًا أن التوسع في الزراعة النوعية يعزز من فرص الاستثمار ويسهم في رفع الناتج المحلي.
فوائد متعددة: اقتصادية وبيئية وثقافية
تحمل شجرة الصندل فوائد كثيرة، من أبرزها:
- تحقيق عوائد مالية مرتفعة بفضل استخدامها في صناعة العطور والزيوت الطبيعية.
- تقليل انبعاثات الكربون وتعزيز إنتاج الأكسجين.
- الحفاظ على التنوع البيئي في المملكة.
- تعزيز الهوية الثقافية من خلال استخدامها في المناسبات والاحتفالات الشعبية.
وأكد آل الحارث أهمية تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني في نشر الوعي بأهمية هذه الزراعة النوعية، وتشجيع المزارعين على تبني هذه التجربة الواعدة.
مزارعون يؤمنون بالمستقبل الأخضر
المزارع قصيلة آل همام، أحد المشاركين في المشروع، يروي تجربته مع زراعة 60 شجرة صندل وعود في مزرعته بحي رير منذ 6 أشهر، ويؤكد أن هذه الأشجار تتطلب عناية خاصة، من حيث:
- توفير تربة غنية بالمواد العضوية
- ري منتظم دون إفراط
- تسميد متوازن
- مكافحة الآفات والحفاظ على بيئة نمو صحية
ويضيف أن الطلب المتزايد على منتجات العود والصندل محليًا ودوليًا يفتح المجال أمام فرص استثمار جديدة، تعود بالنفع على المزارعين، وتُسهم في بناء اقتصاد وطني أخضر ومستدام.
نجران تقود التحول الزراعي النوعي
مع هذا المشروع، تثبت نجران أنها مؤهلة لأن تكون مركزًا زراعيًا استراتيجيًا في المملكة، لا سيما في زراعة المحاصيل عالية القيمة، وهو ما يُحقق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، ويدعم التوجه نحو اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والاستثمار الأخضر.