في مفاجأة دبلوماسية: إدارة ترامب تجري مفاوضات سرية مع حماس لإطلاق رهائن أمريكيين وإسرائيليين

في خطوة غير مسبوقة وخارجة عن السياق التقليدي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، كشفت تقارير أمريكية عن مفاوضات سرية جرت بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحركة حماس، بهدف إطلاق سراح أسيرين أحدهما أمريكي والآخر إسرائيلي محتجزين في قطاع غزة، وذلك في ظل الحرب المستعرة التي تشنها إسرائيل على القطاع.


مفاوضات خارج الأطر التقليدية

انطلقت المحادثات في مارس الماضي، حيث قاد “آدم بوهلر” المفاوضات ممثلًا عن إدارة ترامب، وذلك في محاولة لتحقيق اختراق دبلوماسي يعزز صورة الرئيس الأمريكي داخليًا، خصوصًا في ملف الأسرى الذي يعتبره أحد أهم إنجازاته الممكنة بالمقارنة مع إخفاقات سابقيه في هذا الجانب.

وعلى الرغم من تصنيف الولايات المتحدة لحماس كمنظمة إرهابية، فإن إدارة ترامب اختارت أن تتجاوز هذا الحاجز لأول مرة عبر مفاوضات سرية تمت في قطر، في مشهد يعكس تحوّلًا مرحليًا في نهج السياسة الخارجية الأمريكية.


الهدف: إنقاذ آخر رهائن أحياء

تركّزت المباحثات على تحرير الأسير إدان ألكسندر، الذي يُعتبر آخر رهينة أمريكي إسرائيلي حي محتجز في غزة، وكان ترامب يسعى إلى استثمار هذه العملية دبلوماسيًا لتعزيز صورته كرئيس قادر على “تحقيق ما لم يستطع غيره”، وخاصة في ظل تنافس انتخابي متصاعد.

لكن هذه المفاوضات واجهت تحديات معقدة، تمثّلت في التباين الحاد في مواقف الأطراف، ومعارضة شديدة من بعض الدوائر الإسرائيلية، إضافة إلى تذبذب مواقف حماس تجاه شروط الصفقة.


جلسات في الظل

شهدت قطر عدة لقاءات مباشرة بين ممثلين أمريكيين وقيادات من حماس، ما يُعد سابقة منذ عقود في العلاقات بين الطرفين. ورغم اختلاف الخلفيات والمواقف، فإن الاجتماعات عكست رغبة خفية لكسر الجمود وبحث الحلول الممكنة لأزمة الرهائن، في ظل ضغط سياسي وإنساني متزايد.

هذه اللقاءات السرية – التي وصفتها تقارير أمريكية بـ “التحول التجريبي في الدبلوماسية” – كشفت عن إمكانيات جديدة لبناء قنوات تواصل في أكثر ملفات الشرق الأوسط تعقيدًا، ولكن دون الوصول إلى نتائج حاسمة حتى الآن.


تباين النتائج وسط تصاعد الضغوط

رغم الجهود المبذولة، لم تصل المفاوضات إلى اتفاق نهائي. إذ تصاعدت الخلافات حول بنود الصفقة وشروط إطلاق سراح الرهائن، وسط ضغوط إعلامية ودبلوماسية من الجانبين.

ومع ذلك، فإن هذه المحادثات كشفت عن رغبة أمريكية حقيقية في تجاوز العقبات السياسية من أجل مصالح مباشرة تخص مواطنيها، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة ضبط نفوذها في المنطقة وتقديم مقاربات مختلفة عن إدارة بايدن.


هل تنجح الدبلوماسية غير التقليدية؟

ما جرى بين إدارة ترامب وحركة حماس قد يشكّل بداية لتحوّل أوسع في أنماط التواصل في قضايا الأمن الإقليمي والإنساني، رغم عدم تحقق نتائج مباشرة. فقد بيّنت الأحداث أن الدبلوماسية المرنة – حتى في أحلك الملفات – قد تفتح نوافذ جديدة للحل.

ويبقى السؤال: هل تقود هذه المبادرات السرية إلى تغير فعلي في علاقات واشنطن مع حماس، أم ستعود الأمور إلى المربع الأول بمجرد تغير الموازين السياسية؟

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *