أودية الباحة… لوحات طبيعية آسرة تجمع بين سحر الجبال وروح المغامرة

تُعد منطقة الباحة من أبرز الوجهات السياحية الطبيعية في المملكة العربية السعودية، لما تمتاز به من تضاريس خلابة ومناخ معتدل على مدار العام. وتقع المنطقة على مرتفعات جبال السروات بارتفاع يصل إلى 2500 متر فوق سطح البحر، ما يجعلها جنة طبيعية لعشاق المغامرة ومحبي الطبيعة البكر.

تنوع جغرافي يأسر القلوب

تتميز الباحة بتنوع جغرافي فريد يجمع بين الجبال الشاهقة، والأودية العميقة، والغابات الكثيفة، ما يمنح الزوار فرصة فريدة للتنقل بين مشاهد طبيعية متعددة، في إطار مكان واحد يحتضن مغامرات الاستكشاف والهدوء في آنٍ معًا.

أودية ساحرة… لكل وادٍ حكايته الخاصة

من بين أبرز الأودية التي تشتهر بها المنطقة:

• وادي الأحسبة جنوب المخواة: يتحول إلى متنزه شتوي مع جريان المياه.
• وادي ضرك في المندق: يتميز بشلالاته المنحدرة ومناظره الطبيعية الفريدة.
• وادي بيدة: وادٍ زراعي زاخر ببساتين الرمان والمدرجات الخضراء.
• وادي الحمدة: مشهور بجداول المياه والشلالات التي تنبع من سفوح الجبال.

وتُعد هذه الأودية وجهات مثالية لعشاق الهايكنج، التخييم، والتصوير الطبيعي.

الطبيعة تلتقي بالتراث

لا تقتصر جاذبية أودية الباحة على الطبيعة وحدها، بل تمتد لتشمل التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. فالزائر بإمكانه التعرّف على القرى التقليدية والمواقع الأثرية، والاطلاع على نمط الحياة القديم وعادات السكان المحليين، مما يجعل التجربة أكثر شمولًا وغنى.

مشاريع زراعية تُعيد الحياة للمدرجات

وفي السياق ذاته، أوضح المهندس فهد بن مفتاح الزهراني، مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، أن الفرع أطلق مشروعًا يهدف إلى إحياء المدرجات الزراعية، مشيرًا إلى أن المشروع شمل حتى الآن 355 مزرعة على عدة مراحل. هذه المبادرة أسهمت في تعزيز الغطاء النباتي ودعم الاستدامة الزراعية، وأضفت قيمة بصرية وبيئية للمشهد العام في أودية الباحة.

سياحة مستدامة ومغامرات لا تُنسى

تُعد أودية الباحة مثالًا حيًّا على التكامل بين السياحة البيئية والمغامرة الحديثة، حيث يمكن للزوار ممارسة نشاطات مثل المشي لمسافات طويلة، التخييم، استكشاف الكهوف، وزيارة المزارع المحلية. كما أن اعتدال الطقس وجودة الهواء في المنطقة يجعلانها وجهة مثالية في كل الفصول.