دمية من خشب وظلال من رماد.. طفلة في غزة تتحدى الموت ببراءة

في مشهد يختصر معاناة شعب، نشرت منصة “جيتي” للصور الصحفية صورة لطفلة فلسطينية تلعب بدميتها الخشبية بجوار خيام مهترئة تؤوي نازحين فرّوا من أهوال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشهد صغير في حجمه، كبير في رمزيته، يعكس مقاومة الطفولة لأقسى الظروف الإنسانية.


أملٌ من بين الركام.. براءة تتحدى آلة الحرب

لا يبدو أن هذه الطفلة تُدرك عمق المأساة التي يعيشها ملايين الفلسطينيين من حولها، لكنها بلعبتها الخشبية، تعلن – دون أن تتكلم – تمسكها بالحياة، ورفضها للانكسار، وكأنها تمارس حقها الفطري في الفرح وسط مشهد طغى عليه الدمار.


منظمة الصحة العالمية: أطفال غزة قد لا يتعافون أبدًا

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أطفال غزة الذين يولدون أو يعيشون في ظل الظروف الحالية قد يحتاجون إلى “زمن طويل جدًا للتعافي”، بل وربما لن يتعافوا أبدًا من تداعيات الصدمات النفسية والجسدية، بسبب الانهيار الشامل للبنية الصحية، والنقص الحاد في الغذاء، وانعدام البيئة الآمنة.


شهادات طبية صادمة: لم نرَ مثل هذه الصدمات من قبل

الطبيبة الأمريكية ليزا ثورتون، رئيسة قسم إعادة تأهيل الأطفال في مستشفى “سدرة” في قطر، وصفت معاناة الأطفال القادمين من غزة بأنها تجاوزت كل وصف طبي معتاد، مؤكدة أن الحالات النفسية والجسدية التي تواجهها غير مسبوقة، وتعكس جرائم حرب بحق الطفولة.


الأرقام لا ترحم: ثلث شهداء غزة من الأطفال

وفقًا لأرقام رسمية، فإن أكثر من 18 ألف طفل قضوا نحبهم منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، من إجمالي يقترب من 50 ألف شهيد، أي أن نحو ثلث الشهداء من الأطفال. وفي الأيام العشرين الأخيرة فقط، استشهد نحو 490 طفلًا، حسب ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.


طفولة غزة.. بين فقدان الحياة أو فقدان مقوماتها

أطفال غزة أمام خيارين أحلاهما مر: إما أن يُحرموا من الحياة كليًا بفعل القصف والقتل، أو أن يُحرموا من الحياة بمعناها الإنساني، وسط افتقاد الغذاء، الدواء، الأمان، والتعليم، وحتى اللعب البسيط. صورة الطفلة الخشبية تلخّص هذه المأساة، وتكشف أن الحرب لم تُبقِ شيئًا إلا وتركته هشًّا.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *