هل الزواج يزيد من خطر الخرف؟ دراسة طويلة الأمد تفجر مفاجأة علمية

فيما يعتبر مفاجأة علمية قد تُغيّر كثيرًا من المفاهيم السائدة، كشفت دراسة بحثية حديثة أن كبار السن المطلقين أو الذين لم يسبق لهم الزواج كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف على مدى 18 عامًا، مقارنة بأقرانهم المتزوجين، ما يتعارض مع الفرضية الشائعة التي تربط بين الزواج والصحة الإدراكية الأفضل.
نتائج الدراسة: المتزوجون أكثر عرضة.. والعزّاب أقل
بحسب الدراسة المنشورة في مجلة Alzheimer’s & Dementia، فإن 20.1% من المشاركين في العينة أُصيبوا بالخرف، وكانت النسبة الأعلى بين المتزوجين والأرامل (21.9%)، فيما كانت النسبة أقل بكثير لدى المطلقين (12.8%)، ومن لم يسبق لهم الزواج (12.4%).
وبعد ضبط العوامل الوراثية والسلوكية والديموغرافية، وجد الباحثون أن:
- خطر الإصابة بالخرف انخفض بنسبة 34% لدى المطلقين.
- انخفض بنسبة 40% لدى غير المتزوجين.
نظرة جديدة على العلاقة بين الزواج والصحة الإدراكية
لفترة طويلة، ربطت الأبحاث بين الزواج وبين حياة صحية وعمر أطول، لكن الدراسة الجديدة تطرح فرضية مختلفة، تشير إلى أن الضغوط المزمنة المرتبطة بالعلاقة الزوجية، مثل المسؤوليات الأسرية والتوترات العاطفية، قد تسهم في رفع خطر التدهور المعرفي والخرف مع التقدم في السن.
دعم اجتماعي بدون زواج.. هل هو مفتاح الحماية من الخرف؟
تشير النتائج إلى أن غير المتزوجين ربما يتمتعون بشبكات دعم اجتماعي مختلفة (أصدقاء، عائلة ممتدة، أنشطة مجتمعية)، ما يمنحهم مرونة نفسية واجتماعية دون الضغط الناتج عن العلاقة الزوجية، وبالتالي يقل خطر التدهور العقلي لديهم.
كما أظهرت الدراسة أن المطلقين وغير المتزوجين كانوا أقل عرضة للانتقال من الضعف الإدراكي الخفيف إلى الخرف الكامل، ما يعزز من أهمية النظر إلى العوامل الاجتماعية المحيطة بالحالة الزوجية وليس فقط الزواج نفسه.
لا فروقات بين الجنسين أو التعليم.. الخطر موحد
الدراسة التي شملت أكثر من 24 ألف مشارك من كبار السن في الولايات المتحدة، بينت أن النتائج كانت متقاربة بغض النظر عن الجنس، أو الفئة العمرية، أو المستوى التعليمي، ما يعكس قوة المؤشرات التي تربط الحالة الاجتماعية بمخاطر الخرف.
هل علينا إعادة التفكير في الزواج والشيخوخة؟
رغم أن الزواج لا يزال يُنظر إليه كعامل استقرار نفسي واجتماعي، فإن هذه الدراسة تدعو إلى إعادة التفكير في تأثير الزواج على الصحة الإدراكية لدى كبار السن، وإلى فتح باب أوسع لدراسات تفصيلية تبحث في:
- طبيعة العلاقة الزوجية وتأثيرها النفسي.
- دور التوتر والإجهاد العاطفي على الدماغ.
- مدى قوة الشبكات الاجتماعية غير الزوجية في الوقاية من الخرف.