طريق العبر في اليمن يتحوّل من “فخ مميت” إلى “شريان حياة” بجهود سعودية

بعد سنوات من الإهمال والمآسي، يشهد طريق العبر الحيوي في اليمن نقلة نوعية بفضل مشروع التأهيل الشامل الذي أطلقه البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ليصبح الطريق الذي كان يُعرف بـ”فخ الموت” مسارًا آمنًا يخدم ملايين اليمنيين.


تحوّل تاريخي لطريق استراتيجي

يُعد طريق العبر أحد أهم المحاور في شبكة النقل اليمنية، حيث يربط بين محافظات مأرب، حضرموت، وشبوة، ويمتد ليصل اليمن بالمملكة العربية السعودية عبر منفذ الوديعة، ما يجعله شريانًا حيويًا للحركة التجارية والإنسانية، خاصة في ظل محدودية البدائل الأخرى.


مآسي الماضي تدفع نحو التغيير

على مدى عقود، عانى الطريق من غياب الصيانة وتدهور البنية التحتية، ما أدى إلى ارتفاع عدد الحوادث المميتة. ففي عام 2018 وحده، سجّل الطريق 105 حالة وفاة وأكثر من 800 إصابة، وسط غياب شبه تام للمرافق الطبية وخدمات الطوارئ، مما جعل من عبوره مخاطرة حقيقية.


مشروع التأهيل: نقلة بمعايير عالمية

استجابة لهذا الوضع، أطلق البرنامج السعودي مشروعًا طموحًا لإعادة تأهيل الطريق، حيث اكتملت المرحلة الأولى في مايو 2024، بطول 50 كيلومترًا من الضويبي إلى العبر في حضرموت. شملت الأعمال توسعة الطريق، إعادة رصفه، تركيب وسائل السلامة، وتحسين الملاحة المرورية وفق المعايير الدولية.

وتشمل المرحلة الثانية، الجارية حاليًا، إعادة تأهيل 40 كيلومترًا إضافيًا من غويربان حتى الضويبي، في إطار خطة متكاملة لتحويل الطريق إلى ممر آمن وعصري.


11 مليون مستفيد وخطة تنموية شاملة

وفقًا للبيانات الرسمية، يستفيد نحو 11 مليون يمني من الطريق، ويُعد المشروع جزءًا من استراتيجية أوسع للبرنامج السعودي، تتضمن أكثر من 30 مشروعًا ومبادرة في قطاع النقل وحده، إلى جانب 264 مشروعًا تنمويًا موزعة على 8 قطاعات رئيسية في 16 محافظة يمنية.

وتشمل هذه المشروعات تطوير المطارات، الموانئ، المعابر، وشبكات الطرق، ما يعزز السلامة، ويسهم في تحسين الخدمات اللوجستية، وتسهيل وصول اليمنيين إلى الأسواق والخدمات، وتقوية الروابط الاجتماعية والاقتصادية.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *