أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة: الجوع ينتشر والنازحون يواجهون كارثة صحية

تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهورًا متسارعًا، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم معاناة السكان المدنيين، وذلك بعد مرور أكثر من شهر على قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وحذرت منظمات إغاثية دولية والأمم المتحدة من أن أكثر من مليوني شخص باتوا يواجهون خطر المجاعة، وانهيار بيئي وصحي شامل، وسط نزوح جماعي، وتدهور خطير في إمكانية الحصول على مياه نظيفة وخدمات أساسية.


جوع متزايد وتوقف شبه كامل لإمدادات الغذاء

وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، أدى الحصار المفروض على غزة منذ شهرين إلى توقف شبه كامل في توزيع الطحين، وإغلاق جميع المخابز المدعومة، مما جعل الحصول على الخبز أمرًا بالغ الصعوبة.

وأكدت مصادر محلية أن نسبة كبيرة من الأطفال في القطاع يعانون من سوء تغذية حاد، في حين أصبحت العائلات تعيش على وجبات محدودة جدًا، وفي كثير من الأحيان دون غذاء يذكر.


أوضاع بيئية متدهورة وتفشي الأمراض

المشهد في مخيمات النزوح يعكس حجم الكارثة، حيث تفشت البراغيث والحشرات في الخيام المؤقتة، وسط تراجع النظافة، وتكدس أكثر من 175 ألف طن من النفايات في شوارع غزة، وفقاً لبلدية المدينة.

وتعاني أكثر من 60% من المدينة من انقطاع مياه الشرب، بحسب تصريحات رسمية، مما ساهم في ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الجلدية والمعوية، خاصة بين الأطفال.


نسب غير مسبوقة للوفيات بين الأطفال

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى منذ منتصف مارس بلغ 1391 فلسطينيًا، من بينهم 505 أطفال، وهو ما يمثل أعلى نسبة وفيات أسبوعية بين الأطفال خلال العام الماضي، حسب تقارير الأمم المتحدة.

وتشير المعطيات إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتجددة دفعت ما يقرب من 400 ألف فلسطيني للنزوح من منازلهم، في ظروف تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم.


تصعيد عسكري وأزمة إنسانية متداخلة

يأتي هذا التدهور الإنساني في وقت تواصل فيه إسرائيل تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة، مستخدمة الهجوم كوسيلة ضغط على حركة حماس بهدف الإفراج عن رهائن إسرائيليين، في ظل غياب أفق سياسي لحل الأزمة.

وتصف منظمات الإغاثة الدولية الوضع الحالي في غزة بأنه “حرب بلا حدود”، وسط مطالبات عاجلة بفتح ممرات إنسانية فورية، واستئناف توزيع الغذاء والدواء والمياه.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *