من حلم أكسفورد إلى المدار القطبي: مهمة فلك تُعيد تعريف البحث العلمي العربي في الفضاء

في إنجاز نوعي يُضاف إلى سجل الطموحات العلمية السعودية، نجحت منظمة “فلك” غير الربحية في تنفيذ أول مهمة بحثية سعودية في المدار القطبي، ضمن مشروع حمل اسم “مهمة فلك”، أُطلقت من ولاية فلوريدا الأمريكية، وعادت إلى الأرض بعد ثلاثة أيام حاملة معها نتائج واعدة في دراسة ميكروبيوم العين في بيئة الجاذبية الصغرى.
من أكسفورد إلى المدار: الحلم الذي أصبح حقيقة
بدأت القصة في خريف عام 2023، عندما كانت الفكرة مجرد حلم يراود أيوب الصبيحي، خلال فترة دراسته في جامعة أكسفورد. لكن ما لبث هذا الحلم أن تحول إلى حقيقة، حين أطلقت منظمة “فلك” المهمة إلى الفضاء على متن صاروخ Falcon 9 في الأول من أبريل، وعادت في الرابع من الشهر ذاته.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، عبّر الصبيحي، الرئيس التنفيذي للمنظمة ومدير المشروع، عن شعوره بالانتصار قائلاً:
“لم يكن صاروخًا يرتفع، بل كان حلمًا يكبر، وطموحًا يعلو، وجهدًا يغادر الأرض ويمتد إلى الفضاء.”
أهداف المهمة: بين الطب والفضاء
ركزت “مهمة فلك” على تحليل تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على الميكروبيوم الطبيعي للعين، وهو مجال بحثي جديد ومبشر، له تطبيقات طبية مستقبلية في مجال طب الفضاء.
وتستهدف النتائج المأمولة فهم كيفية تفاعل البكتيريا في العين مع بيئات مختلفة، وهو ما سيساهم في تطوير حلول وقائية وعلاجية لرواد الفضاء والمرضى على الأرض على حد سواء.
التمكين العلمي: ربط العقول السعودية بالعالم
في كلماته الملهمة، أكد الصبيحي أن الغاية من “فلك” تتجاوز حدود الفضاء، مشددًا على أهمية تمكين الطلبة والباحثين السعوديين وربطهم بشبكات الخبراء العالمية.
وأشار إلى أن المشروع يسعى لخلق بيئة معرفية متكاملة، تُثمر نتائج علمية تخدم البشرية وتُعلي من شأن البحث العربي عالميًا.
المهمة في أرقام
تاريخ الإطلاق: 1 إبريل 2025
العودة للأرض: 4 إبريل 2025
مكان الإطلاق: ولاية فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية
المهمة: دراسة تأثير الجاذبية الصغرى على ميكروبيوم العين
الجهة المنفذة: منظمة “فلك” السعودية – منظمة غير ربحية
يمثل نجاح “مهمة فلك” محطة مفصلية في مسار البحث العلمي العربي، حيث أعادت تعريف الدور السعودي في استكشاف الفضاء. وما بين أكسفورد ومدار الأرض، تتجسد قصة ملهمة عن الإيمان بالفكرة، والصبر على الحلم، والعمل نحو المستقبل.