تولة الورد الطائفي.. سر العطر العربي النادر من أعالي جبال الطائف

وسط قمم الطائف الشاهقة، تنبعث عبق التقاليد وتزدهر الحِرَف العطرية الأصيلة، حيث تتجلى “تولة الورد الطائفي” كواحدة من أندر وأجود أنواع الزيوت العطرية في العالم. ويستمر أكثر من 70 مصنعًا ومعملًا متخصصًا في استخلاص دهن الورد ومشتقاته، عبر عمليات دقيقة توارثتها الأجيال.


إرث متجذر.. يبدأ مع شروق الشمس

تبدأ رحلة “تولة الورد” منذ ساعات الفجر الأولى، حيث يخرج المزارعون لجني الورد الطائفي يدويًا، وهي عادة توارثها الأبناء عن الآباء. يروي المزارع خلف الطويرقي أن عائلته ظلت تمارس هذه المهنة منذ عقود، حيث يُجمع ما يصل إلى 100 ألف وردة يوميًا لتبدأ بعدها مراحل التقطير المعقّدة، في قدور نحاسية ضخمة تُسخّن بالنار.


خطوات دقيقة لصناعة العطر الملكي

تعتمد صناعة “تولة الورد” على غليان الورد وتكثيف البخار الناتج عنه ليتحول إلى سائل عطري. يتم تجميع هذا السائل في أوعية زجاجية تعرف بـ”التلقية”، حيث تترسب المادة العطرية النقية في الأعلى، وهي ما يُطلق عليه “دهن الورد”. وتنتج هذه العملية أيضًا ماء ورد عالي الجودة يستخدم في التجميل والطعام وحتى الأغراض الطبية.


من الطائف إلى العالمية.. 550 مليون وردة سنويًا

بإنتاج يفوق 550 مليون وردة سنويًا، أصبحت مزارع الطائف مركزًا عالميًا لتصنيع وتصدير دهن الورد الطائفي. ويتجاوز عدد منتجات مشتقات الورد الطائفي أكثر من 80 منتجًا، تُصدر إلى الأسواق الخليجية والعالمية، ما يعكس الإقبال المتزايد على هذا العطر النادر والفاخر.


مواقد الطين والقدور النحاسية.. تفاصيل صناعة خالدة

في السابق، كانت تتم عملية التقطير في مبانٍ طينية صغيرة، بداخلها مواقد مشتعلة، تُغلى فيها الزهور حتى تخرج الرائحة الزكية على شكل قطرات دقيقة. هذا الأسلوب التقليدي لا يزال يُحافظ عليه في بعض المعامل، كرمز للهوية العطرية الأصيلة التي تتميز بها منطقة الطائف.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *