دراسة أسترالية: المضادات الحيوية المبكرة تضعف استجابة الرضع للقاحات

كشفت دراسة أسترالية حديثة أن إعطاء المضادات الحيوية للأطفال في الأسابيع الأولى بعد الولادة قد يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية للقاحات، نتيجة انخفاض مستويات نوع مهم من البكتيريا المفيدة في الأمعاء.


العلاقة بين المضادات الحيوية والمناعة

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Nature العلمية، فإن الأطفال الذين تلقوا المضادات الحيوية حديثاً كانت لديهم مستويات أقل من الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات، مقارنة بأقرانهم الذين لم يخضعوا لمثل هذه العلاجات في الفترة المبكرة من حياتهم.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أن الميكروبيوم المعوي – وهو تجمع البكتيريا في الجهاز الهضمي – يلعب دوراً مهماً في تعزيز فعالية اللقاحات.


ضعف في بكتيريا “بيفيدوباكتيريوم” المفيدة

ركزت الدراسة على 191 رضيعاً، حيث تعرض 111 منهم للمضادات الحيوية خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، سواء مباشرة أو عبر أمهاتهم.
وأظهرت النتائج أن هؤلاء الأطفال كانوا يملكون نسبة أقل من بكتيريا “بيفيدوباكتيريوم”، والتي تُعد من البكتيريا المفيدة والشائعة لدى الرضع الأصحاء، خاصة أولئك الذين يرضعون رضاعة طبيعية.

وأكد الباحثون أن هذه البكتيريا تلعب دوراً رئيسياً في تحفيز جهاز المناعة للاستجابة بشكل أفضل للقاحات، مما يجعل وجودها ضرورياً في الأسابيع الأولى من حياة الطفل.


هل القلق مبرر لدى الأهالي؟

طمأن البروفيسور ديفيد لين، أحد المشرفين على الدراسة، أولياء الأمور، قائلاً:

“لا داعي للقلق، فمعظم الأطفال أظهروا استجابات مناعية جيدة للقاحات، حتى بعد التعرض المبكر للمضادات الحيوية، وظلت مستويات المناعة لديهم فوق الحد الأدنى المطلوب للحماية”.

كما أشار إلى أن إعطاء المضادات الحيوية للرضع غالباً ما يكون ضرورة طبية في حالات العدوى الخطيرة أو تسمم الدم.


البروبيوتيك: أمل جديد لتعزيز فعالية اللقاحات

يخطط الباحثون لإجراء تجربة سريرية جديدة في الأشهر المقبلة، لاختبار تأثير مكملات البروبيوتيك المحتوية على بكتيريا “بيفيدوباكتيريوم”، لتعويض ما فُقد من البكتيريا المفيدة بسبب المضادات الحيوية.

ويُستخدم البروبيوتيك بالفعل في بعض المستشفيات لحماية الأطفال الخدج من حالات التهابات معوية حادة، ويُعتبر آمنًا وفعالًا بشكل عام.


نقطة ضعف في الدراسة

رغم أهمية النتائج، أقر الباحثون بأن حجم العينة محدود، كما لم تشمل الدراسة الأطفال المولودين بعملية قيصرية، ما يدفع الحاجة إلى دراسات أوسع وأكثر شمولاً في المستقبل.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *