الشيخ عبدالمحسن القاسم: لا تنقطع عن الطاعات بعد رمضان.. المداومة سر القبول

أكّد إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، في خطبة الجمعة أهمية الاستمرار في الأعمال الصالحة بعد انقضاء شهر رمضان، مشيرًا إلى أن العبد المؤمن لا ينقطع عن العبادة في أي زمان، بل يداوم على الصلاة، والذكر، والصيام، وتلاوة القرآن، والصدقة، والدعاء.
العبادة ليست مرتبطة بزمن معين
أوضح الشيخ القاسم أن الطاعات ليست مرتبطة بشهر معين أو مناسبة، بل هي حق لله على العباد طوال الحياة، مستشهدًا بقول الله تعالى:
“وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” [الحجر: 99].
وأضاف أن من أراد الهداية والثبات عليها، هداه الله وزاده من فضله، مستشهدًا بقول الله سبحانه:
“وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ” [محمد: 17].
قبول العمل يتطلب الإخلاص والحذر من الإحباط
وأشار الشيخ القاسم إلى أن قبول العمل الصالح مشروط بالإخلاص لله، محذرًا من بعض الأمور التي قد تفسد العمل، مثل:
- العُجب بالعمل الصالح، إذ يؤدي إلى التهاون في الطاعات والوقوع في الذنوب.
- الغفلة عن الاستغفار والتوبة، لأن السيئات قد تحبط الحسنات.
كما أكد أن المؤمن الحقيقي هو الذي يخشى عدم قبول عمله رغم اجتهاده، مستشهدًا بقول الله تعالى:
“وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ” [المؤمنون: 60].
المداومة على الطاعة دليل الإخلاص
حذّر الشيخ القاسم من التهاون في العبادة بعد شهر رمضان، مشيرًا إلى أن أحب الأعمال إلى الله هي العبادات المستمرة ولو كانت قليلة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلَّ” (متفق عليه).
ودعا إلى الاستفادة من مواسم الخير بعد رمضان، مثل:
- صيام ستة أيام من شوال، لما فيها من فضل عظيم.
- المحافظة على قيام الليل، فهو مشروع في كل ليلة.
- المداومة على ذكر الله، لأنه حياة القلوب.
- الاستمرار في الصدقة، فهي تزكي المال والنفس في جميع الأوقات.
التوبة مفتوحة طوال العمر
أكد الشيخ القاسم أن التوبة باب مفتوح لكل من قصّر في طاعة الله، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ” (رواه أحمد).
وختم خطبته بالدعوة إلى الاستمرار في العبادات والعمل الصالح بعد رمضان، مشيرًا إلى أن المغبون هو من ضيع فرص الطاعة، والمحروم هو من حُرم رحمة الله بسبب تقصيره في العبادة.