“بسطة خير السعودية”.. تجربة رمضانية تعيد إحياء التراث وتدعم الفئات المحتاجة

مع وداع شهر رمضان المبارك، اختتمت فعالية “بسطة خير السعودية” أيامها الزاخرة بالأنشطة التراثية والإنسانية، حيث عاش زوارها أجواءً رمضانية أعادتهم إلى زمن الماضي الجميل، في حديقة وممشى حراء بجدة. ولم تكن الفعالية مجرد سوق رمضاني، بل منصة احتضنت قصص كفاح ملهمة لأصحاب البسطات من الفئات الأشد حاجة، مع جمع الملاحظات لضمان تطوير المبادرة في رمضان المقبل بحلّة أبهى.
إحياء المهن القديمة في “بسطة خير السعودية”
برزت خلال الفعالية مشاهد حية من المهن التراثية التي شكلت جزءًا من الهوية الرمضانية في السعودية، ومن أبرزها:
- المسحراتي يعود من جديد
جسّد سلطان نصّار دور المسحراتي، حيث أضفى بطبلته وأهازيجه الرمضانية لمسة أصيلة على الأجواء، واستطاع أن يعرّف الأطفال والزوار بمهنة المسحراتي وأهميتها قديمًا في إيقاظ الصائمين قبل السحور، في زمن لم تكن فيه المنبهات والأجهزة الحديثة. - “السقّا” يروي عطش الزوار
إلى جانب المسحراتي، برز دور بشير الذي قام بتجسيد مهنة السقّا، حيث حمل جرة مملوءة بالماء البارد، وسقا الزوار، تمامًا كما كان يفعل السقّا قديماً في جدة ومكة المكرمة لسقاية ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.
روح التطوع تصنع تجربة استثنائية
لعب 11 شابًا وفتاة من المتطوعين دورًا محوريًا في نجاح الفعالية، حيث عملوا على تنظيم الدخول والخروج، ومساعدة أصحاب البسطات، وتوجيه الزوار، خاصة الأطفال.
- تجربة التطوع تعزز المهارات الشخصية
تحدثت رهف عن تجربتها، قائلة: “اكتسبت مهارات التعامل مع مختلف شرائح المجتمع، وأصبحت أسرع في اتخاذ القرارات”. أما نداء، فوصفت مشاركتها بأنها غيرت الكثير في شخصيتها، مضيفة: “تعلمتُ الصبر، والتحدث بلباقة، وأصبحتُ أكثر استعدادًا لمساعدة الآخرين”.
“بسطة خير السعودية”.. تجربة مستمرة
رغم إسدال الستار على الفعالية هذا العام، إلا أن التجربة التي عاشها الزوار والمتطوعون تبقى راسخة، وسط تطلعات لاستقبال رمضان القادم بنسخة أكثر تطورًا، تحافظ على الهوية التراثية، وتدعم الفئات المحتاجة، في مزيج فريد يجمع التاريخ، والعطاء، والروحانية الرمضانية.