“مشورة”.. برنامج يجسر العلاقة بين الإعلام والمعرفة في عصر المحتوى السريع

محتوى مستدام.. رؤية جديدة للإعلام المعرفي
في زمن يهيمن فيه المحتوى السريع والترفيهي على الإعلام، يبرز برنامج “مشورة” ليقدم توازنًا فريدًا بين الفكرة العميقة والطرح البسيط، مع احترافية عالية في الإنتاج. يُبث البرنامج عبر التلفزيون السعودي، ومنصة “شاهد“، وقناة يوتيوب، ليكون مشروعًا معرفيًا وإنسانيًا بلا تاريخ صلاحية، ونموذجًا جديدًا لصناعة المحتوى العربي المستدام.
30 حلقة مكثفة.. رحلة في فهم الذات والعلاقات الإنسانية
يتألف البرنامج من 30 حلقة تناقش مفاهيم محورية في حياة الإنسان، مثل فهم الذات، وصناعة القرار، والعلاقات الإنسانية، والوعي بالحياة. لا يعتمد على الأسلوب التقليدي أو العاطفي، بل يطرح محتواه بلغة قريبة من القلب، مما يجعله جذابًا لجمهور متنوع.
إنتاج احترافي وإخراج بصري يخدم الفكرة
بحسب المخرج عبادة الحمامي، كان التحدي في تقديم المعرفة بصريًا دون فقدان بريقها، باستخدام أدوات إخراجية تخدم الفكرة بدلًا من أن تهيمن عليها. أما المنتج التنفيذي معاذ الحمامي، فأكد أن “مشورة” استثمار في الإنسان أكثر من الأرقام، مشيرًا إلى أن المحتوى الحقيقي هو ما يترك أثرًا تراكميًا في وعي الجمهور.
دعم الإعلام الهادف.. رسالة تتجاوز الترفيه
يحظى البرنامج بدعم الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، التي تؤمن بأن الإعلام ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة لبناء الوعي. ويؤكد مقدّم البرنامج ياسر الحزيمي أن كل فكرة فيه هي ثمرة تجربة إنسانية، حيث قال:
“أردنا تقديم شيء يبقى مع المشاهد، لا مجرد محتوى ينتهي بانتهاء الحلقة. هذا البرنامج دعوة إلى حياة أكثر وعيًا وتوازنًا وعمقًا.”
“مشورة”.. مشروع وعي يتحدى هيمنة المحتوى السريع
في مواجهة ثقافة الاستهلاك السريع للمحتوى، يثبت “مشورة” أن النجاح لا يعتمد على الجدل أو الإثارة، بل على الإخلاص للفكرة، والإيمان بأهمية الإنسان. وهو ليس مجرد برنامج، بل حالة إعلامية تستحق الدراسة، ومشروع وعي جماعي يحمل فكرًا ورسالة وأثرًا.