احتجاجات غير مسبوقة في غزة.. هل بدأ الفلسطينيون يعيدون حساباتهم؟

سكان غزة يخرجون عن صمتهم.. هتافات ضد حماس ومطالب بالسلام
في مشهد غير معتاد، خرج المئات من سكان شمال غزة في احتجاجات حادة ضد حركة حماس، رافعين شعارات تطالب بإنهاء الحرب، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية ونقص الغذاء والدواء. الهتافات التي علت في بيت لاهيا وجباليا تعكس تحولا ملحوظًا في الشارع الفلسطيني، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الحراك بداية لتغير أعمق.
تصاعد الغضب الشعبي في غزة
شهدت الاحتجاجات أمام المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شعارات صريحة مثل: “ارحلوا يا حماس” و “نريد أن نأكل”، مع قيام المتظاهرين بإحراق الإطارات في مخيم جباليا. ويشير شهود عيان إلى محاولات لقوات أمنية بملابس مدنية لتفريق الحشود، ما يعكس حالة التوتر الداخلي في القطاع.
الأوضاع الإنسانية تدفع الغزيين للتمرد
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تدهور كارثي للأوضاع المعيشية، حيث وصل عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 50 ألف منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، فيما بات نقص الغذاء والدواء يهدد حياة مئات الآلاف، خاصة مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
هل تمثل هذه الاحتجاجات نقطة تحول؟
يرى المحللون أن عدم وجود قيادة موحدة قد يجعل من الصعب تحول هذه التحركات إلى انتفاضة داخلية ضد حكم حماس، لكن تزايد الغضب الشعبي يعكس تحولًا في المزاج العام داخل القطاع. في المقابل، تحاول حماس تصوير هذه الاحتجاجات على أنها مؤامرة خارجية، على غرار تعاملها مع حركة “بدنا نعيش” عام 2019.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
مع استمرار القصف الإسرائيلي الكثيف، تجد القوى الدولية نفسها أمام سؤال مصيري: هل ستدعم هذه التحركات الشعبية ضد حماس، أم أن التدخل الخارجي سيؤدي إلى نتائج عكسية؟ في ظل هذه الأوضاع، يظل مستقبل غزة مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وسط مطالب دولية متزايدة بوقف الحرب وإنقاذ المدنيين.