مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية.. إحياء للتراث وإبراز للأصالة

 

يأتي مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية ليؤكد التزام المملكة بالحفاظ على تراثها العريق، حيث يشمل إعادة تأهيل 30 مسجدًا تاريخيًا في مختلف مناطق المملكة. ومن بين هذه المساجد، يبرز مسجد الصفا في منطقة الباحة، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 13 قرنًا، ليحظى بعملية تطوير تحافظ على قيمته المعمارية والتاريخية.

مسجد الصفا.. تحفة معمارية عبر الزمن

يعد مسجد الصفا، الذي يقع في محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة، أحد أقدم المساجد في المملكة، حيث بُني قبل 1350 عامًا على طراز السراة باستخدام الأحجار الطبيعية من جبال السروات، والأخشاب المحلية للأعمدة والنوافذ والأبواب. تبلغ مساحته 78 مترًا مربعًا، وتظل طاقته الاستيعابية ثابتة عند 31 مصلٍّ بعد الترميم، مع الحفاظ على ممراته الضيقة ومبانيه المتلاصقة التي تعكس النمط العمراني التراثي للمنطقة.

أهمية مسجد الصفا تاريخيًا واجتماعيًا

يروى أن الصحابي سفيان بن عوف الغامدي هو أول من أسس مسجد الصفا، وكان للمسجد دور اجتماعي بارز، حيث اجتمع فيه أهل القرية لحل خلافاتهم ومناقشة أمورهم اليومية بين صلاتي المغرب والعشاء. كما يتميز المسجد بوجود عمودين مميزين من شجر العرعر، اللذين سيتم الحفاظ عليهما ضمن المشروع، إضافةً إلى تطوير النقوش التاريخية التي تزين أعمدة المسجد، مما يسهم في إحياء التقاليد المعمارية القديمة لمنطقة الباحة.

توسعة المشروع وأهدافه

تغطي المرحلة الثانية من المشروع 30 مسجدًا في 13 منطقة، تشمل:

  • 6 مساجد في منطقة الرياض.
  • 5 مساجد في منطقة مكة المكرمة.
  • 4 مساجد في منطقة المدينة المنورة.
  • 3 مساجد في منطقة عسير.
  • مسجدان في كل من المنطقة الشرقية، الجوف، وجازان.
  • مسجد واحد في كل من الباحة، نجران، تبوك، الحدود الشمالية، حائل، والقصيم.

يهدف المشروع إلى تحقيق التوازن بين الطراز العمراني التراثي والتقنيات الحديثة، لضمان استدامة المساجد وإبراز هويتها التاريخية. كما يتم تنفيذ التطوير عبر شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية، مع إشراك مهندسين سعوديين للحفاظ على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ إنشائه.

رؤية 2030 والحفاظ على التراث

يمثل مشروع تطوير المساجد التاريخية أحد المبادرات التي تعزز البعد الثقافي والحضاري للمملكة، في إطار رؤية 2030، من خلال:

  • تأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة.
  • استعادة الأصالة العمرانية.
  • إبراز البعد الحضاري للمملكة.
  • تعزيز المكانة الدينية والثقافية لهذه المساجد.

إحياء الماضي بروح المستقبل

يجسد المشروع التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الإسلامي والمعماري، مع تقديم لمسات تطويرية تعزز دور هذه المساجد في المجتمع. وبينما تسير أعمال الترميم وفق معايير دقيقة، يظل مسجد الصفا وغيره من المساجد التاريخية شاهدًا على تاريخ المملكة العريق، ورمزًا للهوية العمرانية الإسلامية الأصيلة.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *