احتجاجات إسطنبول تتصاعد بعد اعتقال إمام أوغلو.. اختبار مصيري للديمقراطية التركية

شوارع إسطنبول تشتعل بعد اعتقال إمام أوغلو
شهدت مدينة إسطنبول موجة احتجاجات حاشدة، عقب اعتقال عمدة المدينة إكرام إمام أوغلو، في خطوةٍ اعتبرها المراقبون ضربة قاسية للديمقراطية التركية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة.
حراك شعبي واسع ضد الاعتقال
بدأت الاحتجاجات بعد تنفيذ قوات الأمن مداهمة فجرية لاعتقال إمام أوغلو، بتهم الفساد والإرهاب، وهي التهم التي نفاها بشدة إلى جانب حزبه المعارض. سرعان ما تحولت المواجهة إلى حراك شعبي غاضب شمل الجامعات والمدن الكبرى، رافضًا التضييق على الحريات والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
اشتباكات عنيفة واعتقالات واسعة
خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع إسطنبول وأنقرة، متحدّين حظر التجمعات، ورددوا شعارات تطالب بـاستعادة الديمقراطية، بينما واجهتهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع والمدافع المائية، مما أدى إلى اعتقال 343 شخصًا، وفقًا لتقارير وزارة الداخلية.
اتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة
في حين وصفت الحكومة الاحتجاجات بأنها “إرهاب شوارع”، اعتبر المعارضون أن اعتقال إمام أوغلو محاولة لتصفية الخصوم السياسيين قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة بعد خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم مقعد إسطنبول في انتخابات 2023.
ردود فعل دولية باهتة
اقتصرت الردود الدولية على دعوات لاحترام القوانين، حيث اكتفت الأمم المتحدة بتصريح دبلوماسي، فيما تجاهلت واشنطن التعليق بسبب علاقاتها الإستراتيجية مع أنقرة، بينما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، إلى حماية حقوق المنتخبين، دون فرض ضغوط ملموسة.
تركيا أمام اختبار صعب
يُجمع المحللون على أن هذه الاحتجاجات تتجاوز قضية إمام أوغلو، وتمثل لحظة حاسمة لمستقبل الديمقراطية في تركيا، خاصة مع انضمام جيل جديد من الشباب إلى التظاهرات، رافعين مطالب بإنهاء القمع السياسي والتدهور الاقتصادي.
ومع تصاعد التوتر، تبدو تركيا أمام مرحلة سياسية حرجة، قد تحدد مستقبلها في السنوات القادمة.