“بيت المفاطير”.. 130 عامًا من العطاء في شقراء

مشروع تطوعي ممتد عبر الأجيال
في قلب القرية التراثية بشقراء، يواصل مشروع “بيت المفاطير” تقديم وجبات الإفطار والسحور للصائمين منذ أكثر من 130 عامًا، حيث بدأه الأجداد من أسرة آل جميح وظل مستمرًا حتى اليوم، متطورًا عامًا بعد عام، ليصبح معلمًا بارزًا في العمل التطوعي ورمزًا للعطاء خلال شهر رمضان المبارك.
إحياء لسنة تفطير الصائمين
أكد الشيخ حمد آل جميح حرصه على استمرار هذا العمل الخيري، إحياءً لسنة تفطير الصائم التي حث عليها النبي ﷺ بقوله: “من فطّر صائمًا فله مثل أجره”، إضافة إلى دوره في دعم المحتاجين وعابري السبيل، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
توسعات وتطوير مستمر
بحسب المشرف على المشروع عبدالعزيز البخيتي، فإن بيت التفطير بدأ في منزل آل جميح القديم، ثم انتقل إلى مقره الحالي، والذي تم ترميمه عام 1444هـ، حيث شهد توسعة كبيرة تضمنت صالة مكيفة حديثة، تحسينات في الأدوات المستخدمة، وزيادة المرافق الخدمية لضمان راحة الصائمين.
وجبات يومية.. خدمة متكاملة للصائمين
يعمل القائمون على المشروع بجهد يومي لتنظيم موائد الإفطار والسحور، إذ تُقدَّم سفرة الإفطار قبل المغرب مباشرة، وتحتوي على:
- القهوة، التمر، الماء، العصائر، السمبوسة
- وجبات خاصة للجاليات
وبعد صلاة المغرب، يحصل الصائمون على وجبة عشاء تشمل:
- مرقة الخضار، الشوربة، الأرز مع الدجاج وإدام اللحم
أما في وجبة السحور، فتُقدَّم وجبة رئيسية تتكون من:
- الأرز والدجاج، مرقة الخضار، الماء، اللبن
توزيع الوجبات للأسر المتعففة وعابري السبيل
بالإضافة إلى تقديم الطعام داخل بيت المفاطير، يتم توزيع وجبات الإفطار الجاهزة في علب صحية مغلفة للراغبين في تناولها بمقر إقامتهم. كما يتم تجهيز وجبات يومية للأسر المتعففة، وتوزيعها عليهم بعد صلاة العصر وقبيل أذان المغرب، باستخدام سيارات مخصصة لنقل الأطعمة، مما يضمن وصول الوجبات بحالة جيدة للأسر المحتاجة.
بيت المفاطير.. نموذج للعمل الخيري المستدام
يحظى “بيت المفاطير” بإقبال واسع من المواطنين والمقيمين وعابري السبيل طوال شهر رمضان، مما يعكس روح العطاء والتآخي التي يجسدها هذا المشروع التطوعي، الذي لم يتوقف عن خدمة الصائمين منذ أكثر من قرن، ولا يزال في تطور مستمر لمواكبة احتياجات المجتمع.