العشر الأواخر من رمضان.. فرصة العمر لنيل الرحمة والمغفرة

ليالٍ من النور.. أبواب الرحمة والعتق مفتوحة
دخلت أعظم ليالي الشهر الفضيل، حيث تتنزّل فيها البركات والرحمات، وتُفتح أبواب العفو والمغفرة، وتعلو فيها أصوات التائبين والداعين، يرجون القبول من الله. وصف إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن محمد الثبيتي هذه الليالي بأنها كنزٌ لا يُعوّض، مشيرًا إلى أن كل لحظة فيها فرصة للرفعة، وكل سجدة تُقرّب العبد من ربه.
قيام الليل.. طريق الصفح والرضا
تُعد العشر الأواخر محطةً إيمانية عظيمة، فيها خشوع وتضرّع، ودموع توبة تسكب بين يدي الله في جنح الليل، إذ يحث الإسلام على اغتنامها بالصلاة والدعاء والذكر، كما كان النبي ﷺ يجتهد فيها أيّما اجتهاد، فيُحيي الليل بالعبادة ويوقظ أهله للحاق بركب الفائزين.
وأوضح الشيخ الثبيتي أن هذه الليالي قد تكون فرصة تحول في حياة الكثيرين، فكم من مذنب عاد إلى ربه، وكم من غافل أيقظته أنوار هذه الليالي، وكم من بعيد عن الله أنار قلبه فيها بالإيمان.
ليلة القدر.. عطاء لا حدود له
ليلة القدر هي جوهرة العشر الأواخر، ليلة تتنزل فيها الملائكة، ويعم فيها السلام حتى مطلع الفجر. وقد وصفها الله بأنها “خير من ألف شهر”، فكل عمل صالح فيها يُضاعف، وكل دعاء فيها مستجاب بإذن الله.
وفيها تُرفع الأعمال وتُسطّر الأقدار، فالسعيد من قامها إيمانًا واحتسابًا، والمحروم من أدركها ولم يغتنمها. لذا، فمن أراد القبول والرحمة، فليجعل هذه الليالي منطلقًا جديدًا في حياته نحو الطاعة والتوبة الصادقة.
اغتنم الفرصة قبل فوات الأوان
العشر الأواخر من رمضان محطة ذهبية لا تعوض، فهي فرصة لمن أثقلته الذنوب ليبدأ من جديد، ولمن انشغل بالدنيا ليعود إلى مولاه. والدعاء فيها باب مفتوح، وعطاء الله بلا حدود، فهنيئًا لمن استثمرها في الصلاة، الاستغفار، وقيام الليل، ويا خسارة من غفل عنها حتى انتهت.