التبرع بالدم قد يعزز صحة خلاياك الجذعية.. دراسة تكشف الفوائد الجينية

كشفت دراسة دولية حديثة أن التبرع بالدم بانتظام لا يقتصر على إنقاذ حياة الآخرين، بل قد يسهم أيضًا في تحسين صحة الدم على المستوى الجيني. الدراسة، التي نشرت نتائجها مؤخرًا، أظهرت أن المتبرعين المنتظمين بالدم قد يمتلكون طفرات جينية مفيدة تعزز من قدرة خلايا الدم الجذعية على التجدد والنمو.
طفرات جينية مفيدة في دم المتبرعين المنتظمين
أجرى الباحثون مقارنة بين 217 رجلًا تبرعوا بالدم أكثر من 100 مرة، و212 رجلًا تبرعوا بالدم أقل من 10 مرات، للبحث عن اختلافات في صحة الدم.
ووجد الباحثون أن المتبرعين المتكررين كانوا أكثر عرضة لامتلاك طفرات مفيدة في جين DNMT3A، وهو الجين الذي سبق ربط طفراته ببعض أنواع سرطانات الدم، لكنه في الوقت ذاته يلعب دورًا في تحسين قدرة خلايا الدم الجذعية على التجدد.
كيف يؤثر فقدان الدم المتكرر على تجدد الخلايا؟
عند فقدان الدم بسبب التبرع، يحفز الجسم إنتاج هرمون الإريثروبويتين، الذي يدفع خلايا الدم الجذعية إلى إنتاج المزيد من الخلايا الدموية. ووجد الباحثون أن الخلايا الجذعية الحاملة لطفرات DNMT3A كانت تنتج الدم بسرعة أكبر مقارنة بغيرها.
التبرع بالدم.. أفضل وسيلة لتجديد الدم بطريقة صحية
يعتقد العلماء أن التبرع المنتظم بالدم يساعد على تدريب الخلايا الجذعية على استبدال الدم بشكل فعال، ما قد يكون له تأثير إيجابي على صحة الدورة الدموية، دون إدخال طفرات جينية ضارة.
ورغم هذه الفوائد المحتملة، أشار الباحثون إلى أن معظم المتبرعين يتمتعون بصحة جيدة في الأساس، مما يجعل من الصعب تحديد التأثير الإيجابي للتبرع بالدم بشكل مستقل عن العوامل الصحية الأخرى.
التبرع بالدم.. حاجة مستمرة وفرصة صحية
بغض النظر عن الفوائد الجينية المحتملة، هناك حاجة ماسة للمتبرعين بالدم في العديد من الدول، حيث يحتاج شخص ما إلى الدم أو الصفائح الدموية كل ثانيتين.
هل يمكن استغلال الطفرات الجينية في علاج سرطان الدم؟
تفتح هذه الدراسة الباب أمام بحوث جديدة لفهم كيفية تطور سرطانات الدم، وما إذا كانت بعض الطفرات الجينية قد توفر خيارات علاجية جديدة. ويقول العلماء إن الخطوة التالية هي تحليل دور هذه الطفرات في الوقاية من سرطان الدم، وما إذا كان من الممكن استخدامها في علاجات مستقبلية.