التوقيع الآلي لرؤساء أمريكا: جدل قانوني وسياسي يتجدد مع بايدن وترامب

ما هو التوقيع الآلي (أوتوبن)؟
يُعرف التوقيع الآلي، أو “أوتوبن”، بأنه تقنية تُستخدم منذ عقود في الولايات المتحدة لتمكين الرئيس من توقيع الوثائق دون الحاجة إلى تواجده الفعلي. تعتمد هذه التقنية على جهاز ميكانيكي يحمل قلمًا ويعيد إنتاج التوقيع بدقة ليبدو وكأنه مكتوب بخط اليد.
لماذا يلجأ الرؤساء إلى التوقيع الآلي؟
لجأ العديد من رؤساء الولايات المتحدة إلى أجهزة التوقيع الآلي لتجنب الإرهاق الناتج عن توقيع آلاف الوثائق والمراسلات الرسمية، إضافة إلى استخدامها عند السفر أو في الحالات التي تتطلب توقيعًا فوريًا على مستندات هامة، مثل مشاريع القوانين أو قرارات حكومية طارئة.
ترامب يتهم بايدن باستخدام التوقيع الآلي في قرارات العفو
عاد الجدل حول شرعية التوقيع الآلي بعد أن اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب سلفه جو بايدن بتوقيع سلسلة من قرارات العفو عن عدد من الأشخاص باستخدام التوقيع الآلي بدلًا من توقيعه الشخصي. وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” أن هذه القرارات باطلة قانونيًا لأنها لم تُوقع من قبل الرئيس نفسه.
تاريخ استخدام التوقيع الآلي في البيت الأبيض
تعود جذور التوقيع الآلي إلى القرن التاسع عشر، حيث سُجلت أول براءة اختراع لجهاز التوقيع الميكانيكي عام 1803. لاحقًا، بدأ هاري ترومان في الأربعينيات باستخدامه رسميًا، ثم تبعه رؤساء آخرون مثل ليندون جونسون وباراك أوباما، الذي كان أول رئيس يستخدم التوقيع الآلي في توقيع تشريع فيدرالي عام 2011 أثناء زيارته لأوروبا.
قانونية التوقيع الآلي: هل يمكن الطعن في استخدامه؟
رغم اعتراض بعض أعضاء الكونغرس على استخدام التوقيع الآلي لتوقيع التشريعات، أكدت وزارة العدل الأمريكية أن القانون لا يلزم الرئيس بالتوقيع بنفسه، بل يمكنه تفويض شخص آخر لإضافة توقيعه على الوثائق. ومع ذلك، لم يتم الطعن قانونيًا في هذه الممارسة حتى الآن.
ترامب: لا توقيع آلي على الوثائق القانونية الملزمة
أكد ترامب أن إدارته لم تستخدم التوقيع الآلي في الوثائق القانونية الملزمة، مثل قرارات العفو والأوامر التنفيذية، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض كان يستخدمه فقط في المراسلات غير الرسمية. لكنه شدد على أن توقيع الأوامر التنفيذية بواسطته أمر “مخزٍ”، وقد يكون عرضة للطعن القانوني إذا ثبت استخدام بايدن له.
هل يتم إلغاء قرارات بايدن؟
أثار هذا الجدل تساؤلات حول إمكانية إلغاء قرارات العفو التي وقعها بايدن باستخدام التوقيع الآلي. وإذا ثبت ذلك، فقد يفتح الباب أمام وزارة العدل لإعادة النظر في تلك القرارات وملاحقة الأشخاص الذين استفادوا منها قانونيًا.