“الله لا يحب المسرفين”.. دعوة قرآنية للاعتدال في كل شيء

جاءت دعوة الإسلام إلى الاعتدال ونبذ الإسراف واضحة في القرآن الكريم، حيث بيَّن الله عز وجل في أكثر من 16 موضعًا أنه لا يحب المسرفين، داعيًا عباده إلى اجتناب الإسراف بكل صوره.
آيات تنهى عن الإسراف
يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام: 141].
وفي موضع آخر:
﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31].
من هم المسرفون؟
المسرفون هم الذين يجاوزون الحد في كل ما يفعلونه، سواء في الإنفاق أو الطعام أو ارتكاب الذنوب والمعاصي. فالإسراف لا يقتصر على المال، بل يشمل:
- الإسراف في المعاصي: وهو مجاوزة الحد في الذنوب، كما قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 53].
- الإسراف في الطعام والشراب: أي تناول الطعام والشراب بكميات زائدة عن الحاجة، مما قد يؤدي إلى أضرار صحية واجتماعية.
- الإسراف في المال: الإنفاق المبالغ فيه دون ضرورة، وهو ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى.
- الإسراف في المباحات: حتى الأمور المباحة إذا زادت عن حدها فقد تؤدي إلى التبذير أو التقصير في حقوق أخرى.
لماذا نهى الإسلام عن الإسراف؟
- حماية الموارد: الإسراف يؤدي إلى إهدار النعم، سواء الطعام أو المال أو الوقت.
- تحقيق التوازن في الحياة: الاعتدال في كل شيء يجلب البركة ويحفظ الإنسان من التبذير.
- الحفاظ على الصحة: الإفراط في الأكل والشرب يؤثر سلبًا على صحة الإنسان.
- البُعد عن الكِبر والتفاخر: كثير من صور الإسراف تأتي من التباهي بالمال والمقتنيات.
الإسلام دين الوسطية، وقد حثَّ المسلمين على الاعتدال في الإنفاق والأكل والشرب، والابتعاد عن كل مظاهر الإسراف، لأن الله “لا يحب المسرفين”. ولذلك، يجب أن يكون نهجنا في الحياة قائمًا على التوازن وعدم التبذير، امتثالًا لأوامر الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.