المياه الزرقاء.. “سارق البصر الصامت” الذي يهدد عينيك دون أن تشعر

تُعد الجلوكوما، أو ما يُعرف بـ المياه الزرقاء، من أكثر أمراض العيون شيوعًا وخطورة، إذ تسبب تلف العصب البصري تدريجيًا، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر الدائم إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب.
لماذا تُسمى الجلوكوما بـ”سارق البصر الصامت”؟
تحمل الجلوكوما هذا اللقب المخيف لأنها تتطور ببطء وبدون أعراض واضحة، ما يجعل اكتشافها في المراحل المبكرة صعبًا للغاية. وفي كثير من الحالات، لا يلاحظ المريض المشكلة إلا بعد تضرر الرؤية بشكل كبير.
ومن العلامات التحذيرية التي تستدعي الانتباه رؤية هالات أو حلقات حول الأضواء، وهو مؤشر على ارتفاع ضغط العين الذي قد يكون أحد أسباب المرض.
تحذير طبي: الاكتشاف المبكر هو الحل الوحيد
تؤكد سالي أمين، استشارية جراحة العيون، أن المرض قد يتطور ببطء شديد، لدرجة أن المريض لا يدرك المشكلة إلا بعد حدوث ضرر لا يمكن عكسه. وتقول:
“عند ملاحظة أي تغير في البصر، قد يكون الأوان قد فات لاستعادة ما فُقد، لذا فإن الاكتشاف المبكر هو المفتاح للحفاظ على صحة العين.”
اختبار سريع.. هل أنت معرض لخطر الجلوكوما؟
إذا أجبت بـ”نعم” على أي من الأسئلة التالية، فمن الضروري مراجعة طبيب العيون على الفور:
هل تجد صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح؟
هل تبدو الألوان باهتة أكثر من المعتاد؟
هل ترى هالات حول الأضواء؟
هل تعاني من صداع متكرر؟
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء؟
يمكن أن تصيب الجلوكوما أي شخص، لكن هناك بعض الفئات التي تكون أكثر عرضة للخطر، وتشمل:
- الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين عامًا.
- من لديهم تاريخ عائلي مع المرض.
- مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
- من يعانون من قصر النظر الشديد.
لا تتجاهل الفحوصات الدورية.. إنها طوق النجاة!
تحذر سالي أمين من تجاهل الفحوصات الدورية، حتى لو لم تكن هناك أعراض واضحة، حيث يمكن أن تكون الأعراض البسيطة مثل تشوش الرؤية أو الصداع إشارة مبكرة لإنقاذ البصر قبل فوات الأوان.
تعد الجلوكوما من الأمراض الصامتة والخطيرة التي تهدد البصر دون أن يشعر المريض، لذا فإن الكشف المبكر والفحوصات المنتظمة هما السلاح الأهم لمواجهتها. إذا كنت تشعر بأي تغيرات في الرؤية، فلا تتردد في استشارة طبيب العيون لحماية نظرك من هذا “السارق الصامت”.