التقنيات العصبية.. هل تهدد خصوصيتنا واستقلاليتنا؟

حذرت الأمم المتحدة من المخاطر غير المسبوقة التي تفرضها التقنيات العصبية على خصوصية الأفراد واستقلاليتهم، على الرغم من إمكاناتها الكبيرة في الطب والاتصالات والبحوث.
التقنيات العصبية.. بين فك شفرة الدماغ والتحكم فيه
أوضحت آنا نوغريس، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالحق في الخصوصية، في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان، أن هذه التقنيات تسجل وتفك تشفير وتعدل نشاط الدماغ، مما يثير تحديات أخلاقية وقانونية تهدد الحقوق الأساسية، لا سيما الحق في الخصوصية.
فوائد التقنيات العصبية.. ابتكار طبي أم سلاح ذو حدين؟
يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن هذه التقنيات توفر حلولًا مبتكرة لعلاج الاضطرابات العصبية، وتحسين الوظائف الإدراكية، وتوسيع قدرات الإنسان.
لكن التقرير يحذر في المقابل من مخاطرها، حيث يمكن استخدامها للوصول إلى أفكار الأفراد ومشاعرهم الحميمة، مما قد يؤدي إلى المراقبة غير المصرح بها أو حتى الإكراه العقلي.
السيطرة على الدماغ.. التهديد الحقيقي للاستقلالية الشخصية
حذرت “نوغريس” من أن الوصول غير القانوني إلى نشاط الدماغ قد يُستغل للتأثير على القرارات الشخصية والسلوكيات، بل وحتى تعديل الأيديولوجيات.
كما أشارت إلى أن تحفيز أنماط عصبية معينة بشكل مصطنع قد يؤدي إلى تشكيل الآراء والمشاعر والذكريات، وهو ما يمثل خطرًا جوهريًا على الإرادة الحرة.
التمييز العصبي.. هل نشهد نوعًا جديدًا من التمييز؟
يؤكد التقرير أن معالجة البيانات العصبية قد تخلق فئة جديدة من الأفراد المهمشين بناءً على خصائصهم العصبية، مما يزيد من التفاوتات الاجتماعية، ويؤدي إلى تمييز قائم على القدرات العقلية.
سرقة الهوية والسيطرة على النشاط العصبي عن بُعد
التقنيات العصبية التي تربط نشاط الدماغ بالشبكات الرقمية قد تعرّض الأفراد لخطر سرقة الهوية العصبية، أو حتى تسمح لجهات خارجية بالتأثير على نشاطهم العصبي عن بعد، وهو سيناريو يثير قلقًا عالميًا بشأن الأمن السيبراني والخصوصية العقلية.
التنظيم الأخلاقي والقانوني.. هل نحن بحاجة إلى قوانين جديدة؟
أكدت الأمم المتحدة أن تنظيم التقنيات العصبية ليس مجرد ضرورة قانونية، بل هو ضرورة أخلاقية لحماية الأفراد من استغلال عقولهم وأفكارهم.
ودعت “نوغريس” إلى تحرك دولي عاجل لوضع ضمانات صارمة، لضمان استخدام هذه التقنيات لخدمة البشرية وليس لسلب إرادة الأفراد.
التطورات في التقنيات العصبية تفتح آفاقًا جديدة في الطب وتحسين القدرات البشرية، لكنها في الوقت ذاته تهدد خصوصية الأفراد واستقلاليتهم، مما يستوجب تدخلًا قانونيًا وأخلاقيًا صارمًا قبل أن تتحول إلى أداة للسيطرة على العقول.