دراسة جديدة: هل زيادة الدخل تحسن الرضا عن الحياة أم ترفع مستويات التوتر؟

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ييل عن العلاقة المعقدة بين الدخل ومستويات الرضا عن الحياة والتوتر، حيث أظهرت النتائج أن زيادة الدخل قد تعزز الشعور بالرضا، لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر، خاصةً لدى أصحاب الرواتب المرتفعة.

كيف يؤثر الدخل على الصحة النفسية؟

أوضحت الدراسة، التي نُشرت في موقع “ميديكال إكسبريس”، أن التوتر ليس حكرًا على الفقراء، بل يعاني منه حتى الأفراد الذين يتمتعون بمداخيل مرتفعة. وأشار كارثيك أكيراجو، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن التوتر له طابع مختلف عن المشاعر الإيجابية والسلبية الأخرى، مما يستدعي تحليلًا أعمق لتأثيره.

    دراسة جديدة: هل زيادة الدخل تحسن الرضا عن الحياة أم ترفع مستويات التوتر؟

Newest Cars

نتائج الدراسة: زيادة الدخل ليست دائمًا الحل

استندت الدراسة إلى بيانات من استطلاع غالوب اليومي، الذي أجري بين عامي 2008 و2017، وشمل أكثر من 2.05 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة.

وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يتمتعون بنمط حياة صحي، يشمل ممارسة الرياضة، تلبية الاحتياجات الأساسية، والحصول على دعم اجتماعي جيد، كانوا أكثر رضا عن حياتهم. ومع ذلك، فإن الذين يتجاوز دخلهم السنوي 63 ألف دولار أمريكي كانوا أكثر عرضة للتوتر مقارنة بغيرهم.

وأوضح أكيراجو قائلًا:
“وجدنا أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئة صحية أفضل يعانون من توتر أقل في البداية، لكن مع زيادة الدخل، يرتفع مستوى التوتر لديهم بشكل ملحوظ.”

لماذا تزداد مستويات التوتر مع ارتفاع الدخل؟

تُشير الدراسة إلى أن التوتر المرتبط بزيادة الدخل يعود إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • زيادة المسؤوليات المهنية مع ارتفاع الراتب.
  • ضعف التوازن بين العمل والحياة الشخصية بسبب ضغوط العمل المتزايدة.
  • القلق من الحفاظ على مستوى المعيشة المرتفع وتأمين المستقبل المالي.

هل هناك حد معين للدخل يحسن جودة الحياة؟

تشير النتائج إلى أن الدخل يلعب دورًا إيجابيًا حتى يصل الشخص إلى مستوى معين من الاكتفاء المالي، حيث يتمكن من تلبية احتياجاته الأساسية والتمتع بحياة مريحة. ولكن بمجرد تجاوز هذا الحد، يمكن أن يعود التوتر للظهور بسبب متطلبات الحياة المهنية والاجتماعية.

ما الخطوة التالية؟

أكد الباحثون أنهم يخططون لإجراء دراسات مستقبلية لفهم العلاقة بين الدخل والتوتر والرفاهية بشكل أعمق، مع توسيع نطاق البحث ليشمل مناطق جغرافية مختلفة خارج الولايات المتحدة، بهدف تحديد العوامل المؤثرة عالميًا في هذه الظاهرة.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *