عندما يصبح التسوّل تجارة.. هل العطاء العشوائي يغذي الاحتيال؟

 

كشف الكاتب محمد الهاجري في مقاله المنشور بصحيفة “اليوم” السعودية، عن ظاهرة خطيرة تشهدها المجتمعات، حيث لم يعد التسوّل مجرد انعكاس للفقر والحاجة، بل تحوّل في بعض الحالات إلى تجارة مربحة تديرها شبكات منظمة تستغل تعاطف الناس، وتحول الرحمة إلى وسيلة لجني الأموال بطرق غير مشروعة.

    عندما يصبح التسوّل تجارة.. هل العطاء العشوائي يغذي الاحتيال؟

Newest Cars

التسوّل.. بين الحاجة والاحتيال

تناول المقال قضية التسوّل من عدة زوايا، مسلطًا الضوء على الفرق بين:

  • المحتاج الحقيقي الذي تدفعه الظروف القاسية إلى مد يده طلبًا للعون.
  • المحتال الذي جعل من التسوّل “وظيفة” مربحة دون أي مجهود، عبر استدرار عطف الآخرين.

واستشهد الكاتب بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه” (رواه البخاري)، ليؤكد أهمية العمل والسعي بدل الاتكال على الغير.

أنواع التسوّل في العصر الحديث

لم يعد التسوّل مقتصرًا على الطرق التقليدية، بل شهد تطورات تتناسب مع العصر الرقمي والمواسم الدينية، ومن أبرز أشكاله:

1. التسوّل الإلكتروني

  • يتم عبر طلب المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي بطرق خادعة.
  • استغلال المنصات الرقمية لنشر قصص ملفقة لكسب تعاطف المتابعين.

2. التسوّل عبر الأطفال

  • استغلال الأطفال والرضّع لكسب مزيد من العطف والمال.
  • قد يتعرض الأطفال لسوء المعاملة والإهمال بسبب هذه الظاهرة.

3. التسوّل الموسمي

  • انتشاره خلال شهر رمضان أو في الأماكن المقدّسة، حيث تزداد روح العطاء.
  • ظهور متسوّلين في أماكن العبادة والأسواق، بحثًا عن المساعدات.

4. التسوّل بالحيلة

  • ادعاء المرض أو العجز الجسدي للحصول على التبرعات.
  • استخدام تقارير طبية مزيفة أو أدوات صناعية لخداع الناس.

التأثير السلبي للتسوّل على المجتمع

أوضح الكاتب أن ظاهرة التسوّل لا تقتصر على البعد الاجتماعي فقط، بل تحمل أبعادًا أخلاقية خطيرة، أبرزها:

  • استنزاف مشاعر الخير لدى الناس، مما يقلل من روح التكافل الحقيقي.
  • ذهاب العطاء إلى غير مستحقيه، بينما يبقى المحتاجون الحقيقيون في الظل.
  • تحويل المساعدات إلى استثمارات غير مشروعة، بدلًا من أن تكون دعمًا للفقراء.

هل العطاء العشوائي يغذي الاحتيال؟

طرح الهاجري تساؤلًا مهمًا في مقاله:
“هل العطاء العشوائي يصب في مصلحة المحتاج، أم أنه يغذي دائرة التسوّل والاحتيال؟”

ويجيب بأن التبرع دون وعي قد يزيد من تفشي الظاهرة، داعيًا إلى توجيه المساعدات عبر الجمعيات الخيرية الموثوقة لضمان وصولها إلى مستحقيها الفعليين.

العطاء المنظّم.. الحل الأمثل لمكافحة التسوّل

أنهى الكاتب مقاله بمقولة معبرة:
“العطاء بلا تفكير، كالمطر بلا نظام، قد يروي الأرض، لكنه قد يغرقها أيضًا”.

ودعا الجميع إلى إعادة النظر في كيفية تقديم المساعدات، لضمان تحقيق الأثر الإيجابي دون أن يتحوّل التعاطف إلى استثمارٍ غير مشروع.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *