سوريا تفتح صفحة جديدة: اتفاق تاريخي بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية

في قاعة مزيّنة بعلم سوريا الموحّد، تصافحت أيادٍ كانت متنافرة لسنوات، معلنةً بداية فصل جديد في تاريخ البلاد. فقد جمع لقاء تاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أسفر عن اتفاق غير مسبوق يهدف إلى دمج المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة للقوات الكردية مع هياكل الدولة المركزية، في خطوة من شأنها تعزيز الاستقرار وإنهاء سنوات من التشرذم.

مكاسب استراتيجية: نحو إدارة موحدة للموارد

الاتفاق، الذي أُعلن في دمشق، يُعد نقطة تحوّل في مسار الوحدة الوطنية، حيث ينص على:

    سوريا تفتح صفحة جديدة: اتفاق تاريخي بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية

Newest Cars

  • دمج المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط في الشمال الشرقي -الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”- مع إدارة الدولة المركزية.
  • إنهاء عقود من الإدارة المجزأة للموارد وتعزيز فرص إعادة الإعمار في المناطق المتضررة.
  • تعهد قوات سوريا الديمقراطية بمحاربة بقايا نظام بشار الأسد، ما يُخفّف التوترات في المناطق العلوية غرب سوريا.
  • تشكيل تحالف وطني ضد محاولات زعزعة الاستقرار، وفقًا لتصريحات الرئاسة السورية.

التحديات المعلقة: هل تنجح عملية الدمج؟

على الرغم من الأجواء الإيجابية، إلا أن تحديات كبيرة لا تزال تُواجه الاتفاق، أبرزها:

  • عدم تحديد آلية الدمج العسكري بعد، وهو ما أشار إليه مظلوم عبدي في منشور على منصة “إكس”، واصفًا الاتفاق بأنه “بوابة لسوريا جديدة”.
  • رفض الحكومة المؤقتة انضمام القوات الكردية ككتلة موحّدة إلى الجيش السوري.
  • الموقف التركي الرافض لأي تعزيز للنفوذ الكردي قرب حدوده.

رؤية جديدة لمستقبل سوريا

في مقابلة مع وكالة رويترز، أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن “العقوبات ستطال كل من يهدد الوحدة الوطنية”. ويهدف هذا التصريح إلى طمأنة السوريين بأن الصفقة ليست مجرد تحالف تكتيكي، بل خطوة نحو مصالحة وطنية شاملة.

كما يُمثل الاتفاق ضربة قاضية لإرث نظام الأسد، الذي لجأ إلى روسيا بعد سقوطه في ديسمبر الماضي. واندماج القوات الكردية -المدعومة أمريكيًا سابقًا- مع الدولة السورية قد يُغيّر موازين القوى في المنطقة، ويعيد رسم المشهد السياسي والعسكري في البلاد.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *