الذكاء الاصطناعي وإدارة الموارد البشرية.. ثورة رقمية تعيد رسم مستقبل المؤسسات

في زمنٍ يشهد تحولات رقمية متسارعة، بات الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في إدارة الموارد البشرية، حيث لم يعد مجرد فكرة خيالية، بل أصبح أداة عملية تساهم في رفع كفاءة الأداء المؤسسي، وتسريع العمليات الإدارية، وتقديم رؤى تحليلية تدعم صنع القرار.

وأكد مشاري محمد بن دليلة، نائب الأمين العام في جمعية عناية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم واقعًا ملموسًا يختزل الوقت والجهد، ويمنح المؤسسات قدرة فائقة على تحليل البيانات واستخلاص الرؤى، مما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية.

أنواع الذكاء الاصطناعي في الإدارة

يشير بن دليلة إلى أن الذكاء الاصطناعي يُقسم إلى نوعين رئيسيين:

  1. الذكاء الاصطناعي المحدود: وهو نوع مخصص لأداء مهام معينة مثل التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية، حيث تتفوق الأنظمة في مجالات محددة.
  2. الذكاء الاصطناعي العام: يمتلك القدرة على فهم وتعلم أي مهمة عقلية يؤديها البشر، لكنه لا يزال في مرحلة البحث والتطوير.

الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية.. نحو كفاءة أكبر

أكد بن دليلة أن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة حتمية في تطوير إدارة الموارد البشرية، مشيرًا إلى أن التقنية الحديثة تساهم في:

  • تحليل القوى العاملة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية.
  • تحسين عمليات التوظيف من خلال فرز وتحليل بيانات المتقدمين وإجراء المقابلات.
  • تحديد المسار الوظيفي لكل موظف وفقًا لمهاراته وجداراته.
  • تحليل الفجوات بين الموظف ومتطلبات الوظيفة، مما يساعد في بناء برامج تطويرية مخصصة.
  • إجراء دراسات مقارنة مع أفضل التجارب العالمية لتحسين الأداء المؤسسي.

ميزة تنافسية للمنظمات الذكية

أوضح بن دليلة أن المؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي في عملياتها ستتمكن من تحقيق قفزات نوعية، مما ينعكس على كفاءة كوادرها الوظيفية، ويعزز من قيمتهم السوقية، حيث إن التميز في المستقبل سيكون حكرًا على المنظمات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي بذكاء.

التوظيف الذكي.. من الأسابيع إلى الأيام

واستعرض مثالًا عمليًا لكيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات التوظيف، حيث يمكن للأنظمة الذكية:

  • فرز آلاف السير الذاتية وتحليلها في وقت قياسي.
  • إجراء المقابلات الوظيفية الافتراضية بناءً على معايير محددة.
  • تقديم توصيات دقيقة حول المرشحين الأنسب لكل وظيفة.
  • تحليل الكفاءات والجدارات، مما يسهم في تطوير الخطط الوظيفية لكل موظف.

الذكاء الاصطناعي.. الحاضر والمستقبل

اختتم بن دليلة حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا مستقبلية، بل هو اليوم واقعٌ يعيد تشكيل ملامح الحياة العملية، مشيرًا إلى أن العقد القادم سيشهد تغييرات جذرية في طبيعة الوظائف وأساليب العمل، مما يجعل الاستثمار في التقنيات الذكية ضرورة لا غنى عنها لأي منظمة تطمح إلى الريادة.

إعلان

مقالات ذات صلة