مرض غامض يحصد 53 ضحية في الكونغو.. ومنظمة الصحة تشتبه في التسمم أو التهاب السحايا

في تطور يثير القلق، تشتبه منظمة الصحة العالمية (WHO) في أن التسمم أو التهاب السحايا قد يكونان وراء المرض الغامض الذي أدى إلى وفاة 53 شخصًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسط حالة من عدم اليقين حول السبب الحقيقي وراء هذا التفشي.
تفشي المرض في مقاطعة إكواتور
ظهر المرض غير المحدد في مقاطعة إكواتور الشمالية الغربية، حيث أبلغت السلطات الصحية عن أكثر من 1300 حالة مشتبه بها منذ تسجيل أولى الإصابات في 9 فبراير.
ويأتي هذا التفشي بعد حالة سابقة في يناير، أثرت على 12 شخصًا وأسفرت عن 8 وفيات. ورغم وقوع الحالتين في نفس المقاطعة، أكدت منظمة الصحة العالمية أنهما منفصلتان تمامًا ولا يوجد دليل علمي يربط بينهما.
أعراض المرض الغامض تُربك الأطباء
أوضح تقرير منظمة الصحة العالمية أن الأعراض المبلغ عنها تشمل:
- الحمى الشديدة
- القشعريرة
- الصداع الحاد
- أعراض تشبه الملاريا
وهذا يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت الحالات الجديدة مرتبطة بنفس المرض الغامض، أم أنها نتيجة أمراض أخرى معروفة بالمنطقة مثل الملاريا.
فرضيات منظمة الصحة العالمية حول أسباب المرض
لا يزال السبب النهائي للمرض غير واضح، إلا أن منظمة الصحة العالمية طرحت عدة احتمالات، منها:
- التسمم الكيميائي – سواء كان عرضيًا أو متعمدًا.
- التهاب السحايا الجرثومي – وهو عدوى دماغية مميتة قد تؤدي إلى أعراض مشابهة.
- عدوى محلية مرتبطة بعوامل بيئية أو غذائية.
وأكد التقرير أن المرض يبدو محدود الانتشار جغرافيًا، حيث تتركز معظم الوفيات في قرية واحدة تدعى “بوماتي”، مما يشير إلى أنه ليس وباءً سريع الانتشار وفقًا للبيانات المتاحة حاليًا.
تأثير غامض على فئة عمرية محددة
أحد الجوانب المثيرة للقلق هو أن المرض يبدو أكثر فتكًا بالشباب الذكور، وهو أمر غير معتاد، إذ إن الوفيات الناتجة عن الأمراض المعدية عادة ما تكون أكثر شيوعًا بين كبار السن والأطفال الصغار.
ولا تزال منظمة الصحة العالمية تحقق في هذه الظاهرة، مع طرح فرضية أن المرض قد يكون التهاب السحايا الجرثومي الذي انتشر بسرعة.
انخفاض في عدد الوفيات.. ولكن الغموض مستمر
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الوفيات بدأ في الانخفاض منذ تسجيل أولى الحالات، حيث تم تسجيل آخر حالة وفاة في 22 فبراير، ما يعزز فرضية أن التفشي ربما يكون قد بلغ ذروته.
ما التالي؟
في ظل استمرار التحقيقات، يواجه العلماء تحديًا في تحديد المصدر الحقيقي للمرض، ومعرفة ما إذا كان هناك عامل بيئي أو جرثومي جديد وراء هذه الإصابات المميتة.
ومع تزايد المخاوف، لا يزال العالم يترقب نتائج التحقيقات التي قد تكشف عن تهديد صحي جديد يلوح في الأفق.