دراسة تكشف: ليلة واحدة من قلة النوم قد تعرّضك لأمراض مزمنة

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد دسمان للسكري في الكويت، أن الحرمان من النوم حتى ولو لليلة واحدة فقط، قد يُحدث اضطرابًا كبيرًا في جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض السمنة، السكري، وأمراض القلب.
التأثير الخطير لقلة النوم على الصحة
أوضحت الدراسة، التي نشر موقع “الحرة” تقريرًا عنها، أن الحرمان المزمن من النوم يؤدي إلى تغيّرات كبيرة في وظائف الجسم، تشمل:
- ضعف القدرات المعرفية
- تغيّرات مزاجية حادة
- ارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية
كما ربطت الدراسة بين قلة النوم وبين الالتهاب المزمن، الذي يُعد سببًا رئيسًا لتطور العديد من المشكلات الصحية.
ما هو “الالتهاب المزمن”؟
يُعرف الالتهاب المزمن بأنه استجابة التهابية طويلة الأمد، تظل نشطة في الجسم حتى بدون وجود تهديد واضح، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة السليمة وتفاقم أمراض مثل السمنة والسكري وأمراض القلب.
دور الخلايا الوحيدة في مناعة الجسم
تركزت الدراسة على الخلايا الوحيدة، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تعمل كخط دفاع أول للجهاز المناعي. وتوجد ثلاثة أنواع رئيسية منها:
- الخلايا التقليدية
- الخلايا غير التقليدية
- الخلايا المتوسطة
وأشارت الدراسة إلى أن الخلايا الوحيدة غير التقليدية تزداد عند قلة النوم، مما يُعزز الاستجابة الالتهابية في الجسم.
كيف أجريت الدراسة؟
المرحلة الأولى
شملت الدراسة 276 مشاركًا بالغًا، تم تحليل أنماط نومهم، ومستويات الخلايا الوحيدة في الدم، إضافة إلى قياس مؤشرات الالتهاب.
المرحلة الثانية
تمت مقارنة عينات دم من خمسة بالغين أصحاء ونحفاء بعد حرمانهم من النوم لمدة 24 ساعة، مع عينات أخرى مأخوذة بعد نوم مريح لعدة أيام.
النتيجة: بعد ليلة واحدة فقط من الحرمان من النوم، تحوّلت طبيعة الخلايا الوحيدة لدى الأفراد النحفاء لتُشبه تلك الموجودة عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وهي حالة مرتبطة بالالتهاب المزمن.
تحذيرات من مخاطر قلة النوم
أشارت الدكتورة فاطمة الراشد، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن التطور التكنولوجي وأنماط الحياة الحديثة تلعب دورًا كبيرًا في قلة النوم، مؤكدةً أن:
- السهر أمام الشاشات
- تغيّر العادات الاجتماعية
- التعرّض للضوء الأزرق قبل النوم
كلها عوامل تؤثر سلبًا على النوم المنتظم، مما يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي والصحة العامة.
هل يمكن تجنب هذه المخاطر؟
تشدد الدراسة على أهمية تنظيم أوقات النوم، حيث قد يؤدي تحسين جودة النوم إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية المزمنة، مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
النوم ليس مجرد راحة، بل ضرورة صحية، حيث يمكن لليلة واحدة فقط من السهر أن تؤثر سلبًا على المناعة والصحة العامة. ومع تزايد التحديات الحديثة التي تؤثر على جودة النوم، فإن الحاجة إلى استراتيجيات صحية لضمان نوم كافٍ ومنتظم باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.