كشفت دراسة استقصائية حديثة أجراها باحثون سعوديون أن إجمالي النفايات الصلبة المنتجة سنويًا في المملكة العربية السعودية يبلغ حوالي 50 مليون طن، بمعدل 1.7 كجم للفرد يوميًا، فيما يشكل البلاستيك نحو 7 ملايين طن سنويًا من هذه النفايات.

وعي متزايد بإعادة التدوير

قام الباحثون بمسح 909 أسر سعودية في عدد من المدن، مثل الرياض وتبوك والقصيم والجوف، وأظهرت النتائج أن 67% من المشاركين لديهم دراية بممارسات إعادة التدوير، لكن بدرجات متفاوتة من الالتزام بها.

وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature العلمية، إلى أن 52% من المستجيبين يدعمون مبادرات إعادة التدوير في حال توفر البنية التحتية المناسبة والبرامج الموجهة لهذا الغرض، كما أكد معظم المشاركين أنهم على دراية بالآثار البيئية الضارة للنفايات الصلبة، ما يعكس زيادة في الوعي البيئي.

العوامل الاجتماعية تؤثر على الوعي البيئي

وجدت الدراسة أن العوامل الاجتماعية والديموغرافية تلعب دورًا كبيرًا في مستوى وعي الأفراد بإعادة التدوير، حيث تؤثر متغيرات مثل:

• العمر: أظهرت النتائج أن الأشخاص بين 20 و40 عامًا كانوا أقل وعيًا بممارسات إعادة التدوير مقارنة بكبار السن الذين يدركون التأثير البيئي للنفايات.
• الجنس والدخل والحالة الزوجية: كانت هذه العوامل مؤثرة أيضًا على مستوى المسؤولية البيئية والاستعداد للتفاعل مع برامج إعادة التدوير.

رحلة أوروبية لدراسة إدارة النفايات

وفي خطوة نحو تحسين إدارة النفايات في المملكة، قام وفد سعودي بزيارة عدد من المدن الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، للاطلاع على أفضل الممارسات في إعادة التدوير.

وشملت الجولة متابعة فرق جمع النفايات ودراسة الأنظمة التي تعتمدها المدن الأوروبية، مثل استخدام الحاويات الملونة لتصنيف النفايات حسب نوعها، بما في ذلك الورق والكرتون، الزجاج، العلب المعدنية، الزجاجات البلاستيكية، والنفايات العضوية.

مستقبل إعادة التدوير في السعودية

تعكس هذه الدراسة الحاجة إلى تعزيز جهود إعادة التدوير في المملكة من خلال:

• تطوير البنية التحتية لبرامج إعادة التدوير.
• تعزيز الوعي المجتمعي من خلال الحملات التوعوية.
• تشجيع السلوك المستدام لدى الأفراد، خاصة الفئات الأصغر سنًا.

وتأتي هذه الجهود تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع كفاءة إدارة النفايات وتحقيق الاستدامة البيئية، عبر تقليل المخلفات وزيادة نسبة المواد المعاد تدويرها.