اختراق طبي مذهل: علاج جيني يعيد البصر للأطفال المكفوفين لأول مرة

أمل جديد للمكفوفين منذ الولادة

في إنجاز طبي غير مسبوق، نجح أطباء بريطانيون في تقديم علاج جيني جديد يعيد البصر للأطفال الذين ولدوا مكفوفين بسبب اضطراب وراثي نادر. هذه التقنية الثورية، التي تم تطويرها في مستشفى مورفيلدز للعيون، تُعد أول علاج فعّال لأشد أشكال العمى الوراثي عند الأطفال، مما يمنح الأمل لعائلات طالما عانت من فقدان أطفالها لقدرتهم على الرؤية منذ الولادة.

كيف يعمل العلاج الجيني؟

يعتمد العلاج الجيني الجديد على حقن نسخ صحية من الجين المصاب داخل الجزء الخلفي من العين، مما يعيد تنشيط حساسية الشبكية للضوء. وتستغرق العملية الجراحية نحو ساعة واحدة فقط، حيث يتم إدخال الجين السليم عبر فيروس غير ضار للوصول إلى خلايا المستقبلات الضوئية في شبكية العين، وهي الخلايا المسؤولة عن تحويل الضوء إلى إشارات كهربائية يفسرها الدماغ على أنها رؤية.

   

مفاجآت حول مصرع المصرية آية عادل في الأردن

التفاصيل الكاملة من هنا

أول تجربة لعلاج عمى ليبر الخلقي

تم اختيار أربعة أطفال يعانون من حالة نادرة تُعرف باسم عمى ليبر الخلقي (LCA)، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى فقدان البصر بسبب خلل في جين AIPL1. هذا الجين ضروري لوظيفة المستقبلات الضوئية في العين، وعند إصابته بالخلل، يعاني الطفل من فقدان شبه كامل للبصر منذ الولادة.

نتائج مذهلة وتغيير جذري في حياة الأطفال

بعد تلقي العلاج، تمكن الأطفال لأول مرة من تمييز الأشكال والتعرف على الوجوه واللعب بالألعاب، بل إن بعضهم أصبح قادرًا على القراءة والكتابة، وهي نتائج لم يكن يتوقعها الأطباء قبل بدء العلاج.

البروفيسور ميشيل ميكايليدس، استشاري اختصاصي الشبكية في مستشفى مورفيلدز، وصف العلاج بأنه “تحول جذري في أساليب علاج العمى الوراثي”، حيث يوفر لأول مرة إمكانية استعادة البصر للأطفال الذين لم يكن لديهم أي فرصة للرؤية سابقًا.

كيف تمت العمليات الجراحية؟

أُجريت العمليات الجراحية في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن، حيث استخدم الأطباء تقنية جراحة ثقب المفتاح للوصول إلى شبكية العين وحقن الجين السليم. وبعد أسابيع قليلة فقط من الجراحة، بدأ الأطفال في إظهار تحسن كبير في الرؤية، حيث تمكنوا من إدراك الضوء والتمييز بين الألوان والأجسام المختلفة.

عائلات الأطفال: “لقد كانت معجزة”

عبر آباء الأطفال عن سعادتهم الكبيرة بالنتائج المذهلة للعلاج، حيث قال والد أحد الأطفال: “لم يكن ابني قادرًا على رؤية أي شيء، ولكن بعد العملية، أصبح يميز الأشكال ويلعب ويشاهد التلفاز لأول مرة في حياته”.

كما أوضحت إحدى الأمهات أن طفلها أصبح أكثر استقلالية، حيث أصبح قادرًا على التجول بمفرده والتعرف على الأشياء من حوله بسهولة، مما غيّر حياته بشكل جذري.

هل يمكن توفير العلاج على نطاق أوسع؟

بعد النجاح الكبير للتجربة الأولية، يعمل الفريق الطبي الآن على توسيع نطاق العلاج ليشمل مزيدًا من الأطفال في المملكة المتحدة ودول أخرى حول العالم. كما يُجري الباحثون دراسات إضافية لاستكشاف إمكانية استخدام العلاج الجيني لعلاج أنواع أخرى من العمى الوراثي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة في عالم طب العيون.

أمل جديد لمستقبل العلاجات الجينية

يُعد هذا الاختراق الطبي خطوة هائلة في مجال العلاجات الجينية، حيث يُظهر إمكانيات مذهلة لعلاج العديد من الحالات الوراثية المستعصية. ومع استمرار البحث والتطوير، قد يصبح فقدان البصر الناجم عن العوامل الوراثية قابلاً للعلاج بفضل التطورات الطبية الحديثة.

إن نجاح العلاج الجيني الجديد في إعادة البصر للأطفال المكفوفين منذ الولادة يمثل إنجازًا تاريخيًا قد يُغير مستقبل علاج العمى الوراثي. وبينما يستمر الباحثون في تطوير تقنيات أكثر تطورًا، قد نكون على أعتاب عصر جديد يمكن فيه التغلب على العديد من الأمراض الوراثية التي كانت تعد غير قابلة للعلاج.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *