شهدت منصة Bybit، إحدى أكبر منصات تداول العملات الرقمية، اختراقًا أمنيًا ضخمًا أدى إلى سرقة 1.5 مليار دولار من رموز الإيثريوم، في واحدة من أكبر عمليات القرصنة في تاريخ العملات المشفرة.

تفاصيل الاختراق.. تلاعب في عملية نقل الأموال

وقع الاختراق عندما تم التلاعب بعملية نقل الأموال من المحفظة الباردة (Cold Wallet) إلى محفظة ساخنة (Hot Wallet)، مما أتاح للمهاجمين السيطرة الكاملة على المحفظة الباردة وسرقة الأصول المخزنة فيها. وأسفر الهجوم عن سرقة 400 ألف عملة إيثريوم، وهو رقم صادم نظرًا لأن المحافظ الباردة تُعتبر أكثر أمانًا من المحافظ الساخنة نظرًا لعدم اتصالها المباشر بالإنترنت.

رد فعل Bybit وتحقيقات جارية

أكد بين زو، الرئيس التنفيذي لمنصة Bybit، أن الاختراق كان غير مسبوق، مشيرًا إلى أن المنصة ستعوّض المستخدمين عن أي خسائر غير قابلة للاسترداد. وفي الوقت ذاته، تعمل Bybit بالتعاون مع الجهات الأمنية وشركات تحليل المعاملات المشفرة لتعقب الأموال المسروقة واستعادة السيطرة على النظام الأمني للمنصة.

تحركات القراصنة وقلق في مجتمع العملات الرقمية

أشارت مجموعة “آرخام إنتليجينس”، المتخصصة في تحليل المعاملات المشفرة، إلى أنها تتبعت نحو 1.36 مليار دولار من الأموال المسروقة، التي تتنقل بسرعة بين عدة حسابات في محاولة لإخفاء مصدرها.

يأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث يشهد سوق العملات الرقمية انتعاشًا ملحوظًا، خاصة بعد إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يكون أكثر تساهلًا مع تنظيم الأصول الرقمية.

هل يتكرر سيناريو اختراقات سابقة؟

أعاد هذا الاختراق للأذهان حوادث سابقة هزت عالم العملات الرقمية، من بينها:

• اختراق منصة Mt. Gox عام 2011، حيث فقدت المنصة 470 مليون دولار.
• اختراق Binance عام 2022، والذي كلف المنصة 570 مليون دولار بسبب ثغرة في العقود الذكية.

مستقبل أمن منصات التداول الرقمية

في ظل تزايد هجمات القراصنة، يواجه مجتمع العملات المشفرة تحديًا كبيرًا في تعزيز الأمان السيبراني وحماية أموال المستخدمين. ولا تزال منصة Bybit تحقق في كيفية نجاح القراصنة في اختراق نظام المحفظة الباردة، وسط قلق واسع من مخاطر الأمن الإلكتروني في عالم العملات الرقمية.