“ليبويديميا”.. المرض الصامت الذي يُساء فهمه ويعاني منه الملايين

تعاني العديد من النساء المصابات بمرض “ليبويديميا – Lipoedema” من سوء الفهم والوصم المجتمعي، حيث يُعتقد خطأً أن مظهر أجسادهن ناتج عن السمنة أو قلة النشاط البدني، في حين أن هذا المرض حالة طبية مزمنة تؤثر على توزيع الدهون في الجسم، وتسبب تغيرات جسدية غير متناسقة.

ما هو “ليبويديميا”؟

بحسب تقرير نشره موقع “الحرة”، فإن ليبويديميا هو اضطراب مزمن في الخلايا الدهنية، يتسبب في تراكم غير طبيعي للدهون في الساقين، الوركين، والوسط، وأحيانًا الذراعين، مما يجعل الجزء السفلي من الجسم أكبر حجمًا مقارنة بالجزء العلوي. ويؤدي ذلك إلى مظهر غير متناسق، مع ظهور الجلد بشكل متعرج أو ممتلئ بالعقد الدهنية، بالإضافة إلى زيادة حساسية الجلد تجاه الألم والكدمات.

   

مفاجآت حول مصرع المصرية آية عادل في الأردن

التفاصيل الكاملة من هنا

متى تعرفين أنكِ مصابة بـ”ليبويديميا”؟

يمر المرض بثلاث مراحل رئيسية:

  • المرحلة الأولى: يكون الجلد ناعمًا، لكن يمكن الشعور بكتل دهنية صغيرة تحته، مع سهولة ظهور الكدمات.
  • المرحلة الثانية: يصبح الجلد أكثر تموجًا أو تجعدًا.
  • المرحلة الثالثة: تتراكم الدهون بشكل غير متساوٍ حول الفخذين والركبتين، مما قد يؤثر على الحركة ويسبب آلام المفاصل.

إلى جانب التأثير الجسدي، تعاني العديد من المصابات بـ”ليبويديميا” من مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس، بسبب المظهر غير المعتاد وصعوبة تقبل المجتمع له.

“ليبويديميا” ليس كسلاً أو قلة حركة

أثارت نجمة برنامج الواقع البريطاني “Love Island”، شونا فيليبس، الجدل بعد حديثها عن معاناتها مع “ليبويديميا”، حيث أكدت أنها كانت تمارس الرياضة بشكل مكثف وتعاني من اضطرابات غذائية، لكنها لاحظت أن ساقيها استمرتا في التضخم، مما دفعها للبحث عن تفسير طبي لحالتها.

وأوضحت فيليبس: “كيف يمكن لشخص أن يتهم النساء المصابات بـ’ليبويديميا’ بالكسل؟ هذا مرض حقيقي تعاني منه واحدة من كل 11 امرأة”.

هل هناك علاج لـ”ليبويديميا”؟

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، لكن هناك طرقًا تساعد في التخفيف من الأعراض، ومنها:

  • ارتداء الملابس الضاغطة: للمساعدة في تقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.
  • العلاج اليدوي لتصريف السوائل اللمفاوية: مما يخفف الشعور بالثقل في الساقين.
  • اتباع نظام غذائي صحي: للحفاظ على الوزن العام، رغم أن الحمية الغذائية لا تقلل من تراكم الدهون المرتبط بالمرض.
  • شفط الدهون: كخيار علاجي، لكنه ليس متاحًا في جميع الدول أو ضمن خدمات التأمين الصحي الحكومي، وقد يسبب مضاعفات إذا لم يتم إجراؤه على يد مختصين في علاج “ليبويديميا”.

لماذا تتأخر النساء في التشخيص؟

رغم وضوح أعراض “ليبويديميا”، إلا أن التشخيص قد يستغرق سنوات طويلة. حيث كشفت دراسة أجرتها مؤسسة “Lipoedema UK” عام 2021 أن 57% من النساء البريطانيات ظهرت عليهن الأعراض منذ سن البلوغ، لكن 2% فقط حصلن على تشخيص رسمي مبكر.

هل يمكن تغيير هذا الواقع؟

أكدت البروفيسورة فيليسيتي غافينز، أستاذة علم الأدوية في جامعة برونيل بلندن، أن هناك فرصة هائلة لتحسين الوعي الطبي حول المرض، مما يساعد على التشخيص المبكر والعلاج المناسب.

من جهته، أوضح البروفيسور بريان ويليامز من مؤسسة القلب البريطانية، أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية قد تؤثر على قدرة المرأة على الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، مما يزيد من معاناة المصابات بهذا المرض.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *